بن دَاوُد الْمصْرِيّ لم يعرف هَذَا الرجل وَقَالَ لشيخ عماد الدّين بن كثير أَن الأبيات الَّتِي كتبت للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وأولها أيا معشر الْإِسْلَام ذمِّي دينكُمْ وَقد ذكرتها فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوى هِيَ لهَذَا السكاكيني فَقطع قَاضِي الْقُضَاة هَذَا الْكتاب الملعون وغسله وخرقه وَالله اعْلَم بِحَقِيقَة الْحَال فِي ذلكن وَقَالُوا أَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن مُسلم رَجَعَ من جنَازَته وعَلى الْجُمْلَة فَالظَّاهِر من امْرَهْ أَنه كَانَ مَرِيض العقيدة غير صحيحها ونقلت من خطّ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ
(أجزت لَهُم مَا يسْأَلُون بِشَرْطِهِ ... أثابهم رَبِّي ثَوَاب أولى الْعلم)
(ووفقهم أَن يعلمُوا بِالَّذِي رووا ... فعال أولى الأخلاص وَالْجد والعزم)
(وكاتبها العَبْد الْفَقِير مُحَمَّد ... هُوَ ابْن أبي بكر بن قَاسم الْعَجم)
(ومولده فِي عَام خمس وَبعدهَا ... ثلثون والست المئين لَدَى النَّجْم)
ونقلت مِنْهُ أَيْضا مِمَّا خَاطب بِهِ صَاحب الْمَدِينَة منصوراً وَصَاحب مَكَّة رميثة
(أَلا يَا ذوى الْأَلْبَاب اصغوا لناطق ... بِحَق وباغى الْحق من ذَا يدافعه)
(إِذا لم يكن نسل النَّبِي مُحَمَّد ... يُتَابِعه فِي الدّين من ذَا يُتَابِعه)
(فَإِن كَانَ مَسْبُوقا وَذُو الْبعد سَابق ... إِلَى الْمُصْطَفى وَالدّين من ذَا يمانعه)
)
(فكم من بعيد للشريف معلم ... طرايق آبَاء لَهُ وَهُوَ سامعه)
(وَهَذَا بديع فِي الزَّمَان وَأَهله ... وَمَا زَالَ هَذَا الدَّهْر جم بدايعه)
نقلت من خطّ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين السكاكيني لنَفسِهِ
(هِيَ النَّفس بَين الْعقل الطَّبْع والهوى ... وماالعقل إِلَّا كالعقال يصونها)
(فداعى الْهوى يَدْعُو إِلَى مَا يشينها ... وداعي النهى يَدْعُو إِلَى مَا يزينها)
(فَإِن اطلقت من غير قيد توثبت ... على حظها الْأَدْنَى وَزَاد جنونها)
(وَأَن نظرت بِالْعقلِ ينبوع نوره ... اضاءت لَهَا الظُّلُمَات طَابَ معينها)
(وحنت إِلَى الذّكر الْحَكِيم تدبراً ... رياص مَعَانِيه وَذَاكَ يعينها)
(وفزت بِهِ مِنْهُ إِلَيْهِ تحققا ... وعادت إِلَى الأكوان تزكو فنونها)
(فاكرم بهَا نفسا زكتْ مطمئنة ... بمحبوبها قرت لَدَيْهِ عيونها)
(فيا ذَا الَّذِي ضيعت نَفسك فِي الْهوى ... تروم لَهَا عزا وَأَنت تهينها)
(اجب إِذْ دعَاك الْحق طَوْعًا لأَمره ... بِطيب رضى نفس قوى يقينها)