وَاخْتلفُوا أيلحد لَهُ أم يضرح وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ حفاران أَحدهمَا يلْحد وَهُوَ أَبُو طَلْحَة وَالْآخر يضرح وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَة فاتفقوا أَن من جَاءَ مِنْهُمَا أَولا عمل عَلَيْهِ فجَاء الَّذِي يلْحد فلحد لَهُ ونحى فرَاشه وحفر لَهُ مَكَانَهُ فِي بَيت عَائِشَة وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ حول فرَاشه وَكَانَ ابْتِدَاء وَجَعه فِي بَيت عَائِشَة وَاشْتَدَّ أمره فِي بَيت مَيْمُونَة فَطلب من نِسَائِهِ أَن يمرض فِي بَيت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فَأذن لَهُ فِي ذَلِك وَكَانَ مَا ابْتَدَأَ بِهِ من الوجع صداع وَتَمَادَى بِهِ وَكَانَ ينفث فِي علته شَيْئا يشبه أكل الزَّبِيب وَمَات بعد أَن خَيره الله تَعَالَى بَين الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا ولقاء ربه فَاخْتَارَ لِقَاء الله تَعَالَى اصطفاؤه روى البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعثت من خير قُرُون بني آدم قرنا فقرنا حَتَّى كنت من خير قرن كنت مِنْهُ وروى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الله اصْطفى كنَانَة من ولد اسماعيل وَاصْطفى قُريْشًا من كنَانَة وَاصْطفى من قُرَيْش بني هَاشم وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيد النَّاس رَحمَه الله تَعَالَى السَّرِيع)
(مُحَمَّد خير بني هَاشم ... فَمن تَمِيم وَبَنُو دارم)
(وهَاشِم خير قُرَيْش وَمَا ... مثل قُرَيْش فِي بني آدم)
فَضله روى التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جلس نَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتذاكرون وهم ينتظرون خُرُوجه قَالَ فَخرج حَتَّى إِذا دنا مِنْهُم سمعهم يتذاكرون فَسمع حَدِيثهمْ فَقَالَ بَعضهم عجبا أَن الله تبَارك وَتَعَالَى أَتَّخِذ من خلقه خَلِيلًا أَتَّخِذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَقَالَ آخر مَاذَا باعجب من كَلَام مُوسَى كَلمه تكليماً وَقَالَ آخر مَاذَا بِأَعْجَب من جعله عِيسَى كلمة الله وروحه وَقَالَ آخر مَاذَا بِأَعْجَب من آدم اصطفاه الله عَلَيْهِم زَاد رزين وخلقه بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه واسجد لَهُ مَلَائكَته ثمَّ اتفقَا فَسلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَصْحَابه وَقَالَ قد سَمِعت كلامكم وعجبكم إِن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله وَهُوَ كَذَلِك وَأَن مُوسَى نجى الله وَهُوَ كَذَلِك وَأَن عِيسَى روح الله وكلمته وَهُوَ كَذَلِك وَأَن آدم اصطفاه الله وَهُوَ كَذَلِك إِلَّا وَأَنا حبيب الله وَلَا فَخر وَأَنا حَامِل لِوَاء الْحَمد يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أكْرم الْأَوَّلين والآخرين على الله وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع وَأول مُشَفع يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أول من يُحَرك حلق الْجنَّة فَيفتح الله لي فيدخلنيها وَمَعِي فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ وَلَا فَخر
اسماؤه روى البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا تعْجبُونَ كَيفَ يصرف الله عني شتم قُرَيْش ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وَأَنا مُحَمَّد قَالَ