(وجزا من سهرت أجفانه ... هِجْرَة تمضى وَأُخْرَى تعقب)
(زفرات فِي الحشا محرقة ... وجفون دمعها ينسكب)
(قَاتل الله عذولي مَا درى ... أَن فِي الْأَعْين أسداً تثب)
(لَا أرى لي عَن حَبِيبِي سلوة ... فدعوني وغرامي واذهبوا)
وَمِنْه فِي غُلَام يقطع بطيخاً بسكين نصابها أسود
(انْظُر بِعَيْنِك جوهراً متأملاً ... سحرًا لفرط بَيَانه وجماله)
(قمر يقد من الشموس أهلة ... بظلام هجرته وفجر وصاله)
وَقَالَ وكقد جلس فِي طرف مجْلِس
(قيل لي لم جَلَست فِي آخر القو ... م وَأَنت البديع رب القوافي)
(قلت إخترته لِأَن الْمُنَادِي ... ل يرى طرزها على الْأَطْرَاف)
وَقَالَ من قصيدة مدح بهَا أَبَا النَّصْر بن النَّصْر قَاضِي الصَّعِيد
(هَل الْبَين أَيْضا مغرم يعشق البانا ... فَيَأْخُذ قضباناً وَيدْفَع نيرانا)
(أيا عاذلي اللاحيين صدعتما ... فؤاداً بأنواع الكآبة ملآنا)
(أيجمل بالسالي يفند عَاشِقًا ... أيحسن بالصاحي يُعَاتب سكرانا)
(فِرَاق الْفَتى أحبابه مثل مَوته ... فليت الردى من قبل فرقتهم كَانَا)
(أيا دهر لَا تسفك دمي إِن ناصري ... أَبُو النَّصْر فَاعْلَم أَنه دم عثمانا)
وَقَالَ فِيهِ
(حاكمكم بَهِيمَة ... لَيست تَسَاوِي العلفا)
)
(وَلَيْسَ فِيهِ مُضْغَة ... طيبَة سوى الْقَفَا)
فَأمر القَاضِي بسجنه فَقَالَ
(أَصبَحت بَين مصائب ... من كيد ذَات حر سمين)
(أَنا يُوسُف أمرت بسج ... ني زَوْجَة القَاضِي المكين)
وَمِنْه يهجو الجبيلي الشَّاعِر
(أَتَى الجبيلي بِشعر مثل شعرته ... كالعير ينهق لما عاين الأتنا)
(فكم جهدت بِأَن أهزا بلحيته ... فَصَارَ يخرى عَلَيْهَا فاسترحت أَنا)