(وذل قلب أَمْسَى الغرام بِهِ ... وَهُوَ بأيدي الغواة منهوب)
(لَا آنف الْعرق يستشير لَهُ ... وَلَا سليم الصدود مطبوب)
(يركب فِي طَاعَة الْهوى خطراً ... تضرم من دونه الأنابيب)
(إِذا ادلهم الدجى أَضَاء لَهُ ... من زفرات الضلوع ألهوب)
(لَا موعد مطمع وَلَا أمل ... وَلَا لِقَاء فِي الْعُمر مَحْسُوب)
(مقتنعاً من وصاله بمنى ... أصدق مَا عِنْدهَا الأكاذيب)
(مَا بعد دمعي دمع يراق وَلَا ... فَوق عَذَابي لديك تَعْذِيب)
(لم يبْق للناصحين من أمل ... فِي وَلَا للعذال تأنيب)
وَمِنْه يُعَارض الأبيوردي فِي قَوْله الطَّوِيل
(ترنح من برح الغرام مشوق ... غَدَاة نأت بالوائلية نُوق)
فَقَالَ
(أَضَاءَت لنا بالأبرقين بروق ... نواقل مِنْهَا كَاذِب ومشوق)
(يذعن لنا من أهل وجرة رِيبَة ... يخف إِلَيْهَا السّمع وَهُوَ فروق)
(وَمَا كل مطوي من السِّرّ مُنكر ... وَلَا كل منشور الحَدِيث يروق)
(أبارق ذَاك الشّعب هَل أضمر النَّوَى ... تفرقهم أم ضمهن وسيق)
(وَهل حرجات الْحَيّ بدلن أدمعاً ... عَن السحب لم ترقع لَهُنَّ خروق)
(لعمرك مَا الْبَرْق الْيَمَانِيّ وامق ... وَلَا ذَلِك الشّعب الرحيب مشوق)
(وَهل تزع الأشجان خفقة لامع ... وَقد علقت بالجانحات علوق)
(لحى الله يَوْمًا بالثنية أشرفت ... علينا بأقصى أَرض وجرة نُوق)
(يرفعهن الْآل فوضى كَأَنَّمَا ... أغار على أطرافهن سروق)
(إِذا حثحث الْحَادِي بِهن أطعنه ... جوافل أدنى سيرهن عنيق)
(كَأَن توالي الظعن والآل دونهَا ... سفين بمستن الْفُرَات غريق)
(إِذا أفلت شمس الْأَصِيل بَدَت لنا ... شموس لَهَا فَوق الحدوج شروق)
)
وَمِنْه يُعَارض مهيار الديلمي فِي قَوْله الرمل
(بكر الْعَارِض تحدوه النعامى ... فسقيت الْغَيْث يَا دَار أماما)