للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْموصِلِي فَقَالَ أخروه وَقدمُوا الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف فَقدم فصلى عَلَيْهِم فَلَمَّا فرغ وَانْصَرف دنا مِنْهُ هَاشم بن عبد الله ابْن مَالك الْخُزَاعِيّ فَقَالَ يَا سَيِّدي كَيفَ آثرت الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف على من حضر بالتقدمة فَأَنْشد الْكَامِل

(وسعى بهَا نَاس فَقَالُوا إِنَّهَا ... لهي الَّتِي تشقى بهَا وتكابد)

(فجحدتهم ليَكُون غَيْرك ظنهم ... إِنِّي ليعجبني الْمُحب الجاحد)

ثمَّ قَالَ أتحفظها فَقلت نعم وأنشدته فَقَالَ الْمَأْمُون أَلَيْسَ من قَالَ هَذَا الشّعْر أولى بالتقدمة فَقلت بلَى وَالله يَا سَيِّدي قلت الْكسَائي إِنَّمَا مَاتَ بِالريِّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة على خلاف فِيهِ وَمَا كَانَ الْمَأْمُون مِمَّن يقدم الْعَبَّاس على مثل الإِمَام الْكسَائي وَلَكِن هَكَذَا جَاءَ وَقد روى الصولي أَنه رأى الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف بعد موت هَارُون الرشيد فِي منزله بِبَاب الشَّام وَهَذَا يدل أَيْضا على أَن الرشيد مَا أَمر الْمَأْمُون بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِم وَمن شعر الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف الْكَامِل

(يَا أَيهَا الرجل المعذب نَفسه ... أقصر فَإِن شفاءك الإقصار)

(نزف الْبكاء دموع عَيْنك فاستعر ... عينا يعينك دمعها المدرار)

(من ذَا يعيرك عينه تبْكي بهَا ... أَرَأَيْت عينا للبكاء تعار)

وَمِنْه الْكَامِل

(تَعب يطول مَعَ الرَّجَاء لذِي الْهوى ... خير لَهُ من رَاحَة فِي الياس)

(لَوْلَا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عِنْدِي كبعض النَّاس)

وَمِنْه قَوْله الطَّوِيل

(وحدثتني يَا سعد عَنْهُم فزدتني ... جنوناً فزدني من حَدِيثك يَا سعد)

(هَواهَا هوى لم يعرف الْقلب غَيره ... فَلَيْسَ لَهُ قبل وَلَيْسَ لَهُ بعد)

وَمِنْه الطَّوِيل

(إِذا أَنْت لم تعطفك إِلَّا شَفَاعَة ... فَلَا خير فِي ود يكون بشافع)

(فأقسم مَا تركي عتابك عَن قلى ... وَلَكِن لعلمي أَنه غير نافعي)

(وَأَنِّي إِذا لم ألزم الصَّبْر طَائِعا ... فَلَا بُد مِنْهُ مكْرها غير طائع)

وَقَالَ الْمَدَائِنِي كَانُوا يَقُولُونَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف مثل أبي الْعَتَاهِيَة فِي الزّهْد يكثران الحز وَلَا يصيبان الْمفصل وَقَالَ غَيره كَانَت فِي الْعَبَّاس آلَات الظّرْف كَانَ جميل المنظر نظيف الثَّوْب)

فاره الْمركب حسن الْأَلْفَاظ حسن الحَدِيث كثير النَّوَادِر بَاقِيا على الشَّرَاب شَدِيد الِاحْتِمَال طَوِيل المساعدة قَالَ أَبُو بكر الصولي حدثت عَن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الْبَصْرِيّ قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>