للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(لسنا وَإِن احسابنا كرمت ... يَوْمًا على الإحساب نَتَّكِل)

(نبنى كَمَا كَانَت أوايلنا ... تبنى وَتفعل مثل مَا فعلوا)

)

توفّي مُحَمَّد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماية

الْمُنْتَصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُنْتَصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر وَقيل أَبُو الْعَبَّاس وَغير ذَلِك ابْن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أمه أم ولد رُومِية اسْمهَا حبشية كَانَ أعين أقنى اسمر مليح الْوَجْه مضبرا جسيما كَبِير الْبَطن مليحا مهيبا لما قتل أَبوهُ المتَوَكل دخل عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي فَقيل لَهُ بَايع أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ وَأَيْنَ المتَوَكل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قَتله الْفَتْح بن خاقَان فَقَالَ وَمَا فعل بِالْفَتْح قَالَ قَتله بغا قَالَ فَأَنت ولى الدَّم وَصَاحب الثار بَايعه فَبَايعهُ وَبَايَعَهُ الْوَزير والكبار ثمَّ أَنه نفى عَمه عليا من سر من رأى إِلَى بَغْدَاد ووكل بِهِ وَكَانَ الْمُنْتَصر قد عمل على قتل أَبِيه مَعَ مماليكه بغا وباغر وَكَانَ الْمُنْتَصر وافر الْعقل رَاغِبًا فِي الْخَيْر قَلِيل الظُّلم محسنا إِلَى العلوينن وَكَانَ يَقُول يابغا أَيْن أبي من قتل أبي ويسب الأتراك وَيَقُول هَؤُلَاءِ قتلة الْخُلَفَاء فتحيلوا إِلَى أَن دسوا لطبيبه ابْن طيفور ثلثين ألف دِينَار عِنْد مَرضه فَأَشَارَ بفصده وصده بريشه مَسْمُومَة فَمَاتَ وَقيل أَن ابْن طيفور نسى وَقَالَ لغلامه ففصده بِتِلْكَ الريشة فَمَاتَ أَيْضا وَقيل مَاتَ بالخوانيق وَقيل سم فِي كمثراة بابرة وَقَالَ عِنْد فِرَاقه يَا أُمَّاهُ ذهبت مني الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عاجلت أبي فعوجلت فَلم يمتع بالخلافة لِأَنَّهُ ولى بعد عيد الْفطر وَمَات فِي خَامِس شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وماتين وعاش سِتا وَعشْرين سنة أَوْلَاده عبد الْوَهَّاب وَعبد الله وَأحمد لأمهات أَوْلَاد وزيره أَحْمد بن الخصيب من أهل جرجرايا وَكَانَ كَاتبه أَيَّام إمارته وَكَانَ جَاهِلا أَحمَق قاضيه جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد اجبه وصيف وبغا دفع إِلَى أَحْمد بن الخصيب مَالا جزيلا وَقَالَ فرقه فِي العلويين فقد نالهم جفوة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَوف افْعَل فَقَالَ إِذا تسعد عِنْد الله وَعِنْدِي فَإِنِّي مَا وليتك الوزارة إِلَّا لتخلفني فيهم وتتفقد أَحْوَالهم وتقضى حوايجهم فَقَالَ يزِيد بن المهلبي

(وَلَقَد بررت الطالبية بَعْدَمَا ... ذموا زَمَانا بعدهمْ وزمانا)

(ووردت الفة هَاشم فرأيتهم ... بعد الْعَدَاوَة بَينهم أخوانا)

(لويعلم الإسلاف كَيفَ بررتهم ... لرأوك اثقل مُهِمّ ميزانا)

وَلما قَالَ لامه عِنْد فِرَاق الدُّنْيَا يَا أُمَّاهُ عاجلت أبي فعوجلت أنْشد

(فَمَا متعت نَفسِي بدنيا اصبتها ... وَلَكِن إِلَى الرب الْكَرِيم اصير)

)

(وَمَا كَانَ مَا قَدمته أى فلتة ... وَلَكِن بفتياها أَشَارَ مشير)

وَمن شعر الْمُنْتَصر أوردهُ المرزباني

<<  <  ج: ص:  >  >>