أحد كتاب الإنشاءللملك الْمُؤَيد صَاحب الْيمن توفّي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة ببلدةٍ من أَعمال الجثة كَانَ فِيهِ ديانَة حسن السِّيرَة نقلت من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني كَانَ يملي على أربعةٍ قريضاً من فِيهِ على غَرَض طَالبه ومستدعيه من غير لعثمةٍ وَلَا فأفأةٍ وَلَا تمتمةٍ فِي أوزانٍ مُخْتَلفَة وقوافٍ غير متآلفة بلغ السّبْعين وَهُوَ مشتملٌ برداء الدّين قَالَ يمدح الْملك الْمُؤَيد وَقد سَار إِلَى عدن من تعز وعيّد بهَا من الْكَامِل
(أعلمت من قاد الْجبَال خيولا ... وأفاض من لمع السيوف سيولا)
(وأماج بحراً من دلاص سابغٍ ... جرت أسود الغاب مِنْهُ ذيولا)
(وَمن القسي أهلةٌ مَا يَنْقَضِي ... مِنْهَا الخضاب على النصول نصولا)
(وتزاحمت سمر القنا فتعانقت ... قرباً كَمَا يلقى الْخَيل خَلِيلًا)
(فالغيث لَا يلقى الطَّرِيق إِلَى الثرى ... وَالرِّيح فِيهَا لَا تطِيق دُخُولا)
(سحبٌ سرت فِيهَا السيوف بوارقاً ... وتجاوبت فِيهَا الرعود صهيلا)
(طلعت أسنتها نجوماً فِي السما ... فتبادرت عَنَّا النُّجُوم أفولا)
(تركت ديار الْمُلْحِدِينَ طلولا ... مِمَّا تبيح بهَا دَمًا مطلولا)
(وَالْأَرْض ترجف تحتهَا فِي أفكلٍ ... والجو يحْسب شلوه مَأْكُولا)
(حطمت جحافلها الجحافل حطمةً ... تدع الْحمام مَعَ الْقَتِيل قَتِيلا)
)
(طلبُوا الْفِرَار فَمد أشطان القنا ... فَأَعَادَ معقلهم بهَا معقولا)
(عرفُوا الَّذِي جهلوا فَكل غضنفرٍ ... فِي النَّاس عَاد نعَامَة إجفيلا)
(ملكٌ إِذا هَاجَتْ هوائج بأسه ... جعل الْعَزِيز من الْمُلُوك ذليلا)
(بحرٌ إِلَى بحرٍ يسير بِمثلِهِ ... وَالْملح أَحْقَر أَن يكون مثيلا)
قلت شعرٌ جيدٌ وَمن شعر عفيف الدّين وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد أَن تطرح دَرَاهِم كثيرةٌ فِي بركةٍ صافيةٍ وأنْ ينزل الخدم والحاضرون للغوص عَلَيْهَا من المتقارب
(أرى بركَة قد طمى مَاؤُهَا ... وَفِي قعرها ورقٌ منتثر)
(فيا ملك الأَرْض هذي السما ... وهذي النُّجُوم وَأَنت الْقَمَر)
وَقَالَ وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد الندامى أَن يقطعوا عناقيد عنبٍ فَقطع عفيف الدّين عنقوداً