قَالَ مَا علمت أَن هَذَا فِي الْحَيَاة فَأمر بإحضاره إِلَى دَار الوزارة وتقليده قَضَاء الْقُضَاة سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة فِي شهر رَمَضَان شافهه بذلك الْوَزير ابْن مهْدي وخلع عَلَيْهِ السوَاد وَقُرِئَ عَهده فِي جَوَامِع مَدِينَة السَّلَام وأسكن بدار الْخلَافَة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة فِي شهر رَجَب وَلزِمَ بَيته وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة شَدِيد الْأَفْعَال مرضِي الطَّرِيقَة نزهاً عفيفاً متديناً عَالما بالقضايا وَالْأَحْكَام غزير الْفضل كَامِل النبل لَهُ يدٌ فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَمَعْرِفَة الْفَرَائِض والحساب وَيعرف الْأَدَب معرفَة حَسَنَة وَيكْتب خطا حسنا سمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ وَمن أبي الْفرج ابْن كليبٍ وَالْقَاضِي أبي مُحَمَّد الساوي وَأبي الْفَتْح ابْن الماندائي الوَاسِطِيّ وَحدث باليسير ومولده سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة
القطربلي عبد الله بن الْحُسَيْن بن سعدٍ القطربلي صَاحب التأريخ تقلد عمالة بلد إسكاف وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْأَدب وَقد حفظ وَسمع وَكَانَ راويةً لأشعار الْمُحدثين وقصده الشُّعَرَاء ليثيبهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
(شَكَوْت مَا أَلْقَاهُ من حبها ... فَأَقْبَلت تسْأَل مَا الْحبّ)
وَمِنْه فِي عبدون بن مخلد النَّصْرَانِي أخي صاعد لما جلس للمظالم بسر من رأى من الوافر
(إِذا حكم النَّصَارَى فِي الْفروج ... وغالوا بالجياد وبالسروج)
(وَوَلَّتْ دولة الْأَشْرَاف طراً ... وَآل الْأَمر فِي أَيدي العلوج)
(فَقل لِلْأَعْوَرِ الدَّجّال هَذَا ... أوانك إِن عزمت على الْخُرُوج)
أَبُو الْبَقَاء العكبري عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين أَبُو الْبَقَاء العكبري الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الضَّرِير النَّحْوِيّ الفرضي الْحَنْبَلِيّ