كَانَت عَلَيْهِ وَأعْطى لِحَافه وفراشه فَقَالَت امْرَأَته لشد مَا تلاعب بك الشَّيْطَان وصرت من إخْوَته مبذراً كَمَا قَالَ الله عز وَجل إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين فَقَالَ لِرفَاعَة بن زوي النَّهْدِيّ وَكَانَ صديقه أَلا تسمع إِلَى أَب مَا قَالَت هَذِه فَقَالَ صدقت وَالله وبرت فَقَالَ ابْن الحشرج من الطَّوِيل
(تلوم عَليّ إتلافي المَال خلتي ... ويسعدها نهد بن زيدٍ على الزّهْد)
(أنهد بن زيدٍ لست مِنْكُم فتشفقوا ... عَليّ وَلَا مِنْكُم غواتي وَلَا رشدي)
(سأبذل مَالِي إِن مَالِي ذخيرةٌ ... لعقبى وَمَا أجني بِهِ ثَمَر الْخلد)
(وَلست بمبكاء على الزَّاد باسل ... يهر على الأزواد كالأسد الْورْد)
(ولكنني سمٌح بِمَا حزت باذلٌ ... لما كلفت كفاي فِي الزَّمن الْجحْد)
(بذلك أَوْصَانِي الرقاد وَقَبله ... أَبوهُ بِأَن أعطي وأوفي بالعهد)
الرقاد كَانَ أحد عمومته قدم عَلَيْهِ زِيَاد الْأَعْجَم وَهُوَ أميرٌ على نيسابور فأنزله وَبعث بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فغذا عَلَيْهِ فأنشده منا الْكَامِل
(إِن السماحة والمروءة والندى ... فِي قبةٍ ضربت على ابْن الحشرج)
(ملك أغر متوجٌ ذُو نائلٍ ... للمعتفين يَمِينه لم تشنج)
(يَا خير من صعد المنابر بالتقى ... بعد النَّبِي الْمُصْطَفى المتحرج)
(لما أَتَيْتُك راجياً لنوالكم ... ألفيت بَاب نوالكم لم يرتج)
الصَّدَفِي عبد الله بن الْحصين الصَّدَفِي قريةٌ على خَمْسَة فراسخ من القيروان قَالَ ابْن رَشِيق لَهُ شعرٌ طائلٌ ومعانٍ غريبةٌ واهتداءٌ حسنٌ مَعَ داريةٍ بالنحو ومعرفةٍ بالغريب واطلاعٍ على الْكتب صحب الْعلمَاء قَدِيما إِلَّا أَنه خاملٌ رثً الْحَال يطْرَح نَفسه حَيْثُ وجد قناعةً مِنْهُ حَتَّى أَن بَعضهم سَمَّاهُ سقراط لتِلْك الْعلَّة تَشْبِيها بِهِ وَرُبمَا أَقَامَ أحم النَّاس بِهِ حولا كَامِلا لَا يَقع عَلَيْهِ نفوراً ولواذاً فشعره لذَلِك قليلٌ بأيدي النَّاس لَا أعرف مِنْهُ إِلَّا أبياتاً كتبهَا إِلَيّ فِي شكر بن مَرْوَان القفصي وَهِي من الْبَسِيط
(لَا أستكين إِلَى الْأَيَّام أعذلها ... وَلَا عَن النَّاس والحاجات أسألها)