الزنج وظفر بِهِ وَقَتله وَكَانَ يلقب النَّاصِر لدين الله وَلما غلب على الْأَمر حظر على الْمُعْتَمد أَخِيه واحتاط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وجمعهم فِي مَوضِع وَاحِد ووكل بهم أجْرى عَلَيْهِم وعَلى النَّاس الْأُمُور على مجاريها إِلَى أَن توفّي لثمان بَقينَ من صفر سنة ثَمَان وَسبعين وماتين وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانُوا ينظرونه بالمنصور فِي حزمه ودهايه ورأيه وَكَانَ قد غضب على وَلَده المعتضد وحبسه ووكل بِهِ اسمعيل ابْن بلبل فضيق عَلَيْهِ وَلما احْتضرَ رضى عَنهُ وولاه الْمُعْتَمد ولَايَة الْعَهْد وَلما ضيق الْمُوفق على أَخِيه الْمُعْتَمد وَلم يكن لَهُ مَعَه كَلَام قَالَ الْمُعْتَمد
(أَلَيْسَ من العجايب أَن مثلي ... يرى ماهان مُمْتَنعا عَلَيْهِ)
(وتؤكل باسمه الدُّنْيَا جَمِيعًا ... وَمَا من ذَاك شىء فِي يَدَيْهِ)
ابْن المتَوَكل مُحَمَّد بن جَعْفَر كَانَ فَاضلا شَاعِرًا وَهُوَ القايل لما أَرَادَ أَخُوهُ الْمُعْتَمد الْخُرُوج إِلَى الشَّام وَالدُّنْيَا مضطربة
(أَقُول لَهُ عِنْد توديعه ... وكل بعبرته مبلس)
(لَئِن قعدت عَنْك أجسامنا ... لقد سَافَرت مَعَك الْأَنْفس)
بلغ المعتضد أَنه كَاتب خمارويه فاهلكه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماتين وَقيل إِنَّمَا أهلكه لما ولى الْخلَافَة سنة تسع وَسبعين وماتين
الْعلوِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا يكنى أَبَا اسمعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وبقى بعد دهرا طَويلا وَهُوَ القايل
(أَنِّي كريم من أكارم سادة ... اكفهم تندى بجزل الْمَوَاهِب)
)
(هم خير من يخفى وافضل ناعل ... وذروة هضب الغر من آل غَالب)
(هم الْمَنّ والسلوى لدان يودهم ... وكالسهم فِي حلق الْعَدو المجانب)
(بعثت إِلَيْهَا ناظري بِتَحِيَّة ... فابدت لي الْأَعْرَاض بِالنّظرِ الشرر)
(فَلَمَّا رَأَيْت النَّفس أوفت على الردى ... فزعت إِلَى صبري فاسلمني صبري)
أَبُو جَعْفَر الخازمي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن خازم أَبُو جَعْفَر