للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصح كَانَ سَمحا وَاسع النَّفس أديبا شَاعِرًا حسن الْبَيَان كريم الْأَخْلَاق محبا للْعُلَمَاء مجالسا لَهُم سمع من الْبَغَوِيّ قبل الْخلَافَة وَوَصله بِمَال قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ختم الْخُلَفَاء فِي أُمُور عدَّة مِنْهَا أَنه آخر خَليفَة لَهُ شعر مدون وَآخر خَليفَة انْفَرد بتدبير الجيوش وَالْأَمْوَال وَآخر خَليفَة جَالس الندماء وأوصلهم إِلَيْهِ وَآخر خَليفَة كَانَت عطاياه ونفقاته وجوايزه وخزاينه ومجالسه تجْرِي على تَرْتِيب الْخُلَفَاء الأول وَقع حريق بالكرخ فاطلق خمسين ألف دِينَار لعمارة مَا احْتَرَقَ قَالَ الصولي دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ يبْنى شَيْئا وَقد جَالس عل آجرة حِيَال الصناع وَكنت أَنا وَجَمَاعَة من الجلساء فَنَامَ فَأمرنَا بِالْجُلُوسِ فَأخذ كل وَاحِد منا آجرة فَجَلَسَ عَلَيْهَا وَاتفقَ أَن أخذت أَنا آجرتين ملتصقتين فَلَمَّا قمنا أَمر أَن توزن كل آجرة وَيدْفَع إِلَى صَاحبهَا دَرَاهِم أَو دَنَانِير الشَّك من الراوى قَالَ الصولي فتضاعفت جايزتي عَلَيْهِم وَقد حكى لَهُ أَنْوَاع من الْكَرم وَكَانَ مغرى بِنَقْض قُصُور دور الْخلَافَة وَجعلهَا بساتين وَقَالَ وَقد تكلم النَّاس فِي أنفاقه الْأَمْوَال

(لَا تعذلي كرمي على الأسراف ... ربح المحامد متجر الْأَشْرَاف)

(أجْرى كآبائي الخلايف سَابِقًا ... واشيد مَا قد اسست أسلافي)

(أَنِّي من الْقَوْم الَّذين اكفهم ... مُعْتَادَة الاتلاف والأخلاف)

وَقَالَ

(يصفر وَجْهي إِذا تَأمله ... طرفى ويحمر خَدّه خجلا)

(حَتَّى كَأَن الَّذِي بوجنته ... من دم جسمي إِلَيْهِ قد نقلا)

وَقَالَ يُخَاطب ابْن رايق

(ايطلب كيدي من يهون كياده ... ويوقد نَارا مثل نَار الحباحب)

(لقد رام صبغا لم يرمه شبيهه ... وراض شموساً لَا يذل لراكب)

(واظهر لي حبا يطِيف بِهِ قلى ... كخلب برق فِي عراص سحايب)

(أيقعد لي كيد النِّسَاء بِمَرْصَد ... وَأَنِّي فَتى السن شيخ التجارب)

)

(أَلا رُبمَا عزت على الحازم الَّذِي ... يَرَاهَا بكفيه فريسة طَالب)

وَقَالَ أَيْضا

(قد افصحت بالوتر الْأَعْجَم ... وافهمت من كَانَ لم يفهم)

(جَارِيَة تحصن من لطفها ... مُخَاطبا ينْطق لَا من فَم)

(جست من الْعود مجارى الْهوى ... جس الْأَطِبَّاء مجارى الدَّم)

وَقَالَ عِنْد مَوته

(كل صفو إِلَى كدر ... كل أَمر إِلَى حذر)

<<  <  ج: ص:  >  >>