للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شملهم فَلَا يرَوْنَ من عدوهم بعْدهَا غراب بَين وَنصر ذَوي السيوف على ذَوي الحراب وَسَهل صيد ملكهم على يَد الْمجْلس وَكَيف يعسر على السنقر صيد الْغُرَاب وَالشُّكْر لله على إذلال ملكهم الَّذِي لَان وَهَان وأذاله ببأسه الَّذِي صرح بِهِ شَرّ كلٍّ مِنْهُم فِي قتلة فأمسى وَهُوَ عُرْيَان وإزهاقهم بالأسنة الَّتِي غَدا طعتهم كفم غَدا والزق ملآن ودق أقفيتهم بِالسَّيْفِ الَّذِي أنطق الله بألفهم أعجم الطير فَقَالَ دق قفا السودَان ورعى الله جِهَاد الْمجْلس الَّذِي قوم هَذَا الْحَادِث المنآد وَلَا عدم الْإِسْلَام فِي هَذَا الْخطب سَيْفه الَّذِي قَامَ خَطِيبًا وَكَيف لَا وَقد ألبسهُ مِنْهُم السوَاد وشكر لَهُ عزمه الَّذِي استبشربه وَجه الزَّمن بعد القطوب وتحققت بِلَاد الشمَال بِهِ صَلَاح بِلَاد الْجنُوب وأصبحت بِهِ سِهَام الْغَنَائِم فِي كل جهةٍ تسهم ومتون الفتوحات تمطى فَتَارَة يمتطي السَّيْف كل سيس وَتارَة كل أدهم وَحمد شجاعته الَّتِي مَا وقف لصدمتها السوَاد الْأَعْظَم وَالله الْمِنَّة على أَن جعل ربع الْعَدو بعزائم الْمجْلس حصيداً كَأَن لم تغن بالْأَمْس وَأقَام فروض الْجِهَاد بسيوفه المسنونة وأنامله الْخمس قون ثباته بتوصيل الطعْن لنحور الْأَعْدَاء وَوقت النَّحْر قيد رمحٍ من طُلُوع الشَّمْس وَنَرْجُو من كرم الله إِدْرَاك دَاوُد الْمَطْلُوب ورده على السَّيْف بِعَيْب هربه وَالْعَبْد السوء إِذا هرب يرد بِعَيْب الهروب وَالله يشْكر تَفْضِيل مكَاتبه الْمجْلس وجملها وَآخر غَزَوَاته وأولها ونزال مرهفاته ونزلها ويجعله إِذا انْسَلَخَ نَهَار سَيْفه من ليل هَذَا الْعَدو يعود سالما لمستقره وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا قلت وَفِي هَذِه الْغُزَاة قَالَ نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب من الْكَامِل

(يَا يَوْم دنقلةٍ وَقتل عبيدها ... من كل ناحيةٍ وكل مَكَان)

(كم فِيك نوبيٌّ يَقُول لأمه ... نوحي فقد دقوا قفا السودَان)

وَكتب فِي محْضر قيم فِي حمام الصُّوفِيَّة جوراه خانقاه سعيد السُّعَدَاء اسْمه يُوسُف يَقُول الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى عبد الله بن عبد الظّهْر أَن أَبَا الْحجَّاج يُوسُف مَا برح الصّلاح متمماً وَله جودة)

صناعةٍ اسْتحق بهَا أَن يدعى قيمًا كم لَهُ عِنْد جسمٍ من مَنٍّ جسيم وَكم أقبل مستعملوه تعرف فِي وُجُوههم نَضرة النَّعيم وَكم تجرد مَعَ شيخ صَالح فِي خلْوَة وَكم قَالَ ولي الله يَا بشراي لِأَنَّهُ يُوسُف حِين ادلى فِي حَوْض دلوه كم خدم من الْعلمَاء والصلحاء إنْسَانا وَكم ادخر بركتهم لدُنْيَا واخرى فَحصل من كل مِنْهُم شفيعين

<<  <  ج: ص:  >  >>