(عوضت من ألمٍ ألمَّ سَلامَة ... إِن السَّلامَة خير شَيْء عوضا)
(فانهض بمجدٍ أَنْت محيي رسمه ... فالمجد لَيْسَ بناهضٍ أَو تنهضا)
وَحضر مجْلِس سيف الدولة وَعِنْده القَاضِي أَبُو حَفْص قَاضِي حلب فَجرى ذكر الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين وهما من الطَّوِيل
(وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قومٍ تقصف)
(وَلَيْسَ نسيم الْمسك ريا حنوطه ... وَلكنه ذَاك الثَّنَاء المخلف)
فاستحسنا وَقَالَ سيف الدولة هما لبَعض الْمُحدثين وَذهب عني اسْمه فَقَالَ القَاضِي هما الخنساء فَقَالَ سيف الدولة للصفري أتعرف لمن هما قَالَ نعم هما لأبي عبد الرحمان العطوي قَالَ صدقت وَأمره بإجازتهما فَقَالَ ارتجالاً وَذكر أَبَاهُ أَبَا الهيجاء من الطَّوِيل
(لقد ضم مِنْهُ قَبره كل سؤددٍ ... وكل عَلَاء حَده لَيْسَ يُوصف)
(وأضحى الندا مذ غَابَ عَنَّا خياله ... وأركانه من شدَّة الوجد تضعف)
(على أَن صرف الدَّهْر لَا در دره ... يسر أُنَاسًا بالحمام ويسعف)
(أَلا يَا أَمِيرا عَم ذَا الْخلق جوده ... وأضحى بِهِ شعري على الشّعْر يشرف)
(حسامك يجْرِي من دم الْقرن حَده ... ورمحك فِي يَوْم الكريهة يرعف)
(وَأَنت إِذْ عد الْكِرَام مقدمٌ ... وَغير إِن عد الْكِرَام مخلف)
قلت هَذِه الأبيات فِي الارتجال كثيرةٌ جَيِّدَة فِي الروية وسطٌ وَلَكِن أَيْن هَذِه الأبيات من الْبَيْتَيْنِ المقدمين
شرف الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ الصُّوفِي عبد الله بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ شيخ الشُّيُوخ تَاج الدّين الْجُوَيْنِيّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد سنة ثمانٍ وسِتمِائَة وَسمع من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم بن صصرى وَأبي صَادِق بن صباح وَابْن اللتي وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا مُحْتَرما بَين الصُّوفِيَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة)