مِنْهُم فِي حق عَليّ وَيظْهر إِنْكَار لذَلِك فَشهد عَلَيْهِ قومٌ من بني أُميَّة بذلك بِمَكَّة ونهوه عَنهُ فانتقل إِلَى الْمَدِينَة وَقَالَ من الْخَفِيف
(شردوني عَن امتداحي عليا ... وَرَأَوا ذَاك فِي دَاء دويا)
(فوربي لَا أَبْرَح الدَّهْر حَتَّى ... تختلى مهجتي أحب عليا)
(وبنيه أحب أَحْمد إِنِّي ... كنت أَحْبَبْتهم لحبي النبيا)
(حب دين لَا حب دنيا وَشر ال ... حب حبٌّ يكون دنياويا)
)
(صاغني الله فِي الذؤابة مِنْهُم ... لَا زنيماً وَلَا سنيداً دعيا)
(عدوياً خَالِي صَرِيحًا وجدي ... عبد شمسٍ وهَاشِم أبويا)
(فسواءٌ عليّ لستُ أُبَالِي ... عبشمياً دعيتُ أم هاشميا)
وَفد العبلي إِلَى هِشَام بن عبد الْملك وَقد أمتدحه بقصيدته الدالية وَهِي مَذْكُورَة فِي الأغاني الَّتِي يَقُول فِيهَا من الْخَفِيف
(عبد شمسٍ أَبوك وَهُوَ أَبونَا ... لَا نناديك من مَكَان بعيد)
(والقرابات بَيْننَا وأشجاتٌ ... محكمات القوى بعقدٍ شَدِيد)
فانشده إِيَّاهَا وَأقَام بِبَابِهِ مُدَّة حَتَّى حضر بَابه وُفُود قريشٍ فَدخل فيهم وَأمر لَهُم بمالٍ فضل فِيهِ بني مَخْزُوم أَخْوَاله وَأعْطى العبلي عَطِيَّة لم يرضها فَانْصَرف وَقَالَ من الْخَفِيف
(خس حظي أَن كنت من عبد شمسٍ ... لَيْتَني كنت من بني مَخْزُوم)
(فأفوز الْغَدَاة فيهم بسهمٍ ... وأبيع الْأَب الْكَرِيم بلوم)
وَلما فر العبلي من الْمَنْصُور قصد عبد الله وَالْحسن ابْني الْحسن بسويقة فاستنشده عبد الله شَيْئا من شعره فأنشده فَقَالَ أُرِيد شَيْئا مِمَّا رثيت بِهِ قَوْمك فأنشده قصيدةً سينيةً مَذْكُورَة فِي الأغاني مِنْهَا من المتقارب
(أُولَئِكَ قومٌ أذعت بهم ... نَوَائِب من زمنٍ متعسِ)
(أذلت قيادي لمن رامني ... وألصقت الرغم بالمعطسِ)
(فَمَا أنس لَا أنس قتلاهم ... والا عَاشَ بعدهمْ من نسي)
فَبكى مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن فَقَالَ لَهُ عَمه الْحسن بن حسن ابْن عَليّ اتبكي على بني أُميَّة وَأَنت تُرِيدُ ببني الْعَبَّاس مَا تُرِيدُ فَقَالَ وَالله يَا عَم لقد كُنَّا نقمنا على بني أُميَّة مَا نقمنا فَمَا بَنو الْعَبَّاس أخوف الله مِنْهُم وَإِن الْحجَّة على بني الْعَبَّاس لأوجب مِنْهَا عَلَيْهِم