للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْوَلِيد فَدخل النابفة يَوْمًا على عبد الْملك وَالنَّاس حوله فِي يَوْم حفل وَولده قدامه فمشل بيد يَدَيْهِ وَأنْشد من المنسرح

(أزحت عَنَّا آل الزبير وَلَو ... كَانُوا هم المالكين مَا صلحوا)

(إِن تلق بلوى أَنْت مصطبرٌ ... وَإِن تلاق النعمى فَلَا فَرح)

(آل أبي الْعَاصِ أهل مأثرةٍ ... غر عتاٌ بِالْخَيرِ قد نفحوا)

(خير قريشٍ وهم أفاضلها ... فِي الْجد جدٌّ وَإِن هم مزحوا)

(أرجها أذرعاً وأصبرها ... أَنْتُم إِذا الْقَوْم فِي الوغي كلحوا)

(أما قريشٌ وَأَنت وازعها ... تكف من شغبهم إِذا طمحوا)

(حفظت مَا ضيعوا وزندهم ... أوريت إِن أصلدوا وَإِن قَدَحُوا)

(آلَيْت جهداً وصادقٌ قسمي ... بِرَبّ عبد الله بنتصح)

(يظل يَتْلُو الْإِنْجِيل يدرسه ... من خشيَة الله قلبه فيح)

(لآبك أولى بِملك وَالِده ... وَعَمه إِن حَرْب فَإِنَّهُم نصح)

)

(وهم خِيَار فاعمل بسنتهم ... واحي بخيرٍ واكدح كَمَا كدحوا)

قَالَ فَتَبَسَّمَ عبد الْملك وَلم يتَكَلَّم فِي ذَلِك بإقرارٍ وَلَا دفعٍ فَعلم النَّاس أَن رَأْيه فِي خلع أَخِيه عبد الْعَزِيز وَبلغ ذَلِك عبد الْعَزِيز فَقَالَ لقد أَدخل نَفسه ان النَّصْرَانِيَّة مدخلًا ضيقا وأوردها مورداً خطراً وَللَّه عَليّ إِن ظَفرت بِهِ لأخضبن دَمه بدمه وَمن شعر نَابِغَة بني شَيبَان من قصيدةٍ طَوِيلَة من الرمل

(إمدح الكأس وَمن أعملها ... واهج قوما قتلونا بالعطش)

(أَنما الكأس ربيع باكرٌ ... فَإِذا مَا غَابَ عَنَّا لم نعش)

(وَكَأن الشّرْب قومٌ موتوا ... من يقم مِنْهُم لأمرٍ يرتعش)

(خرس الألسن عَمَّا نالهم ... بَين مصروعٍ وصاحٍ منتعش)

(من حميا فرقف حصيةٍ ... قهوةٍ حوليةٍ لم تمتجش)

(ينفع المزكوم مِنْهَا رِيحهَا ... ثمَّ تَنْفِي دواه إِن لم تنش)

(كل من يشْربهَا بألفها ... ينْفق الاموال فِيهَا كل هش)

<<  <  ج: ص:  >  >>