للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

)

وَقيل إِن سُلَيْمَان كتب إِلَى عَامله بِالْمَدِينَةِ أَن يضْربهُ مائَة سوطٍ ويقيمه على البلس للنَّاس ثمَّ يسيره إِلَى دهلك فثوى هُنَالك سُلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ ولي عمر بن عبد الْعَزِيز فَكتب إِلَيْهِ يمتدحه من الطَّوِيل

(أيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... هديت أَمِير الْمُؤمنِينَ رسائلي)

(وَقل لأبي حفصٍ إِذا مَا لَقيته ... لقد كنت نَفَّاعًا قَلِيل الغوائل)

(فَكيف ترى للعيس طيبا وَلَذَّة ... وخالك أَمْسَى موثقًا فِي الحبائل)

فَأتى رجالٌ من الْأَنْصَار عمر بن عبد الْعَزِيز فكلموه فِيهِ وَقَالُوا قد عرفت نسبه وموضعه وقديمه وَأخرج إِلَى أَرض الشّرك ونطلب أَن ترده إِلَى حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدَار قومه قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل

(فَمَا هُوَ إِلَّا أَن أَرَاهَا فجاءةً ... فأبهت حَتَّى مَا أكاد أُجِيب)

قالو الْأَحْوَص قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل

(أدور وَلَوْلَا أَن أرى أم جعفرٍ ... بأبياتكم مَا درت حَيْثُ أدور)

(وَمَا كنت زواراً وَلَكِن ذَا الْهوى ... إِذا لم يزر لَا بُد أَن سيزور)

قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من المنسرح

(كَأَن لبنى صبير غاديةٍ ... أَو دميةٌ زينت بهَا البيع)

(الله بيني وَبَين قيمها ... يفر مني بهَا وأتبه)

قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ بل الله بَين قيمها وَبَينه فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل

(ستبقى لَهَا مُضْمر الْقلب والحشا ... سريرة حبٍّ يَوْم تبلى السرائر)

قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ إِن الْفَاسِق عَنْهَا يومئذِ لمشغولٌ وَالله لَا أرده مَا دَامَ لي سُلْطَان فَمَكثَ هُنَاكَ بَقِيَّة ولَايَة عمر وصدراً من ولَايَة يزِيد بن عبد الْملك وَبينا يزِيد وجاريته لَيْلَة على سطحٍ وَهِي تغنيه بشعرٍ من أشعار الْأَحْوَص فَقَالَ لَهَا من يَقُول هَذَا قَالَت وعيشك لَا أَدْرِي فاستخبر عَنهُ فعرفوه أَنه للأحوص وَأَنه قد طَال حَسبه فَأمر لَهُ بمالٍ وكسوةٍ وَأطْلقهُ

أَبُو مُحَمَّد المصِّيصِي عبد الله بن مُحَمَّد بن ربيعَة أَبُو مُحَمَّد المصِّيصِي

<<  <  ج: ص:  >  >>