مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمُحدث الْمُفْتِي ولد بِمَكَّة سنة تسعٍ وَعشْرين وَسمع من ابْن المقير وَابْن الجميزي وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَجَمَاعَة وَقدم دمشق وَسمع من الرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان وبرع فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى ولي الإِمَام بِمَكَّة ثمَّ بِمَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قدم أَوَاخِر أَيَّامه الْقُدس وَأم بالصخرة فَجمع لَهُ الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ الثَّلَاثَة وَأفْتى بالأماكن الْمَذْكُورَة روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار والبرزالي وَالْجَمَاعَة وَكتب إِلَى الشَّيْخ شمس الدّين بمروياته وَتُوفِّي بالقدس سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة
ابْن هَارُون المغربي)
عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل الطَّائِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي نزيل تونس مولده سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَطلب الْعلم فِي حدائثته قراآتٍ وَحَدِيث وَفقه ولغة وَنَحْو وأدب وَمهر فِي الْآدَاب وَله حظٌ من النّظم قَرَأَ الْقُرْآن على جده لأمه مُحَمَّد بن قادم الْمعَافِرِي ولازم خَال أمه إِمَام جَامع قرطبة الْعَلامَة أَبَا مُحَمَّد عِصَام ابْن أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلصة واستفاد عَلَيْهِ وَأخذ على قرَابَته الْحَافِظ أبي زَكَرِيَّاء بن أبي عبد الله بن يحيى الْحِمْيَرِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الفصيح والأشعار السِّتَّة وَسمع مِنْهُ الرَّوْض الْأنف وَلم يكن أحدٌ فِي عصر أبي ذكرياء أحفظ مِنْهُ وَسمع قَاضِي الْجَمَاعَة أَبَا الْقَاسِم بن بَقِي وَأخذ عَنهُ الْمُوَطَّأ سَمَاعا وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَامِل لمبرد وَسمع صَحِيح مسلمٍ من عبد الله بن أَحْمد بن عَطِيَّة وَسمع من أبي بكر مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْخَطِيب صَحِيح البُخَارِيّ ولازمه وَسمع الشَّمَائِل من الْحَافِظ مُحَمَّد بن سعيد الطرار وَسمع التَّيْسِير من النَّحْوِيّ أَحْمد بن عَليّ الفحام المالقي وَأخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً عَن أبي عَليّ الشلوبين وَأبي الْحسن الدباج وَقَرَأَ مقامات الحريري تفهماً على الْعَلامَة عَامر بن هِشَام الْأَزْدِيّ وَله نظمٌ كثير وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد روى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَأَبُو عبد الله الْوَادي آشي وَأَبُو مَرْوَان التّونسِيّ خَازِن الْمُصحف وَآخَرُونَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكتب إِلَيْنَا بمروياته عَام سَبْعمِائة وَفِي آخر وقته أسن وانحطم وَتغَير تغير الْهَرم وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ رَأَيْت بِخَط نَاصِر الدّين بن سَلمَة الغرناطي شَيخنَا ابْن هَارُون فِيهِ تشيعٌ وانحرافٌ عَن مُعَاوِيَة وَابْنه يطعن فيهمَا نظماً ونثراً اخْتَلَط بعد انفصالي عَنهُ وَبَان اخْتِلَاطه