للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقرانه روى عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي وَغَيره كنفطويه النَّحْوِيّ وَمُحَمّد بن مخلد الْعَطَّار وَكَانَ من الرحالة فِي طلب الحَدِيث وَكَانَ شَاعِرًا كثير الْحِفْظ للحكايات والنوادر وصنف كتبا كَثِيرَة وَكَانَ صَحِيح السماع إِلَّا أَنه كتب عَمَّن دب ودرج من المجهولين وَمن شعره من المنسرح

(قَالَ السلَامِي محنتي عجبٌ ... أصغرها فِي الْقيَاس أعظمها)

(من ذَلِك أَنِّي اشْتريت جَارِيَة ... خادمةً لي فصرت أخدمها)

ابْن الْهَادِي عبد الله بن مُوسَى الْهَادِي بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ذكره الصولي فِي كتاب الأوراق قَالَ أمه أم ولدٍ يُقَال لَهَا أمة الْعَزِيز وَكَانَ أديباً فَاضلا مليح الشّعْر ظريفاً كَرِيمًا جواداً ممدحاً وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيبٍ كَانَ عبد الله بن مُوسَى الْهَادِي معربداً وَكَانَ قد أعضل الْمَأْمُون مِمَّا يعربد عَلَيْهِ إِذا شرب مَعَه فَأمر بِهِ أَن يجلس فِي بَيته فَلَا يخرج مِنْهُ وأقعد على بَابه حرسا ثمَّ تذمم من ذَلِك فأظهر لَهُ الرضى وَصرف الحرس عَنهُ ثمَّ نادمه فعربد عَلَيْهِ وَكَلمه بكلامٍ أحفظه

وَكَانَ عبد الله مغرماً بالصيد فَأمر الْمَأْمُون خَادِمًا من خواصه يُقَال لَهُ حُسَيْن فسمه فِي دراج وَهُوَ بموشاباذ فَدَعَا عبد الله الْعشَاء فَأَتَاهُ حُسَيْن بذلك الدراج فَأَكله فَلَمَّا أحس بالسم ركب فِي اللَّيْل وَقَالَ لأَصْحَابه هُوَ آخر مَا تروني وَأكل مَعَه الدراج خادمان فَأَما أَحدهمَا فَمَاتَ من وقته وَالْآخر مضى مُدَّة مضنىً ثمَّ مَاتَ وَمَات عبد الله بعد أيامٍ وَمن شعره من المتقارب

(تقاضاك دهرك مَا أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصَّفَا)

(فَلَا تنكرن فَإِن الزَّمَان ... جديرٌ بتشتيت مَا ألفا)

(وَلما رآك قَلِيل الهموم ... كثير الْهوى نَاعِمًا مترفا)

(ألح عَلَيْك بروعاته ... وَأَقْبل يرميك مستهدفا)

وَمِنْه من السَّرِيع

(يَا من يرَاهُ النَّاس دوني وَلَا ... أرَاهُ طُوبَى لعيونٍ تراك)

)

(أَنْت الَّذِي إِن غَابَ بدر الدجا ... لم يكْشف الظلمَة نورٌ سواك)

(وَأَنت من لَو خير الْحسن أَن ... يملكهُ خلقٌ إِذا مَا عداك)

(وَمَا يشم النَّاس من وردهم ... فَإِنَّمَا منشؤه وجنتاك)

<<  <  ج: ص:  >  >>