حكى الْفضل بن الرّبيع عَن أَبِيه قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي شَدِيد الانحراف عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَحدث الْمَأْمُون يَوْمًا أَنه رأى عليا فِي النّوم فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَأخْبرهُ أَنه عَليّ بن أبي طالبٍ قَالَ فمشينا حَتَّى جِئْنَا قنطرةً فَذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وَقلت)
أَنْت رجلٌ يَدعِي هَذَا الْأَمر بامرأةٍ وَنحن أَحَق بِهِ مِنْك فَمَا رَأَيْت لَهُ فِي الْجَواب بلاغةً كَمَا تُوصَف عَنهُ فَقَالَ واي شَيْء قَالَ لَك قَالَ مَا زادني على أَن قَالَ سَلاما سَلاما فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون قد وَالله أجابك أبلغ جوابٍ قَالَ فَكيف ذَلِك قَالَ عرف أَنَّك جاهلٌ لَا يُجَاوب مثلك قَالَ الله عز وَجل وَإِذا خاطبهم الجاهلون قَالُوا سَلاما فَخَجِلَ إِبْرَاهِيم وَقَالَ لَيْتَني لم أحَدثك بِهَذَا الحَدِيث قلتُ يُؤَيّد هَذ التَّفْسِير مَا حَكَاهُ أَحْمد بن الرّبيع عَن إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي قَالَ رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي النّوم فَقلت إِن النَّاس قد أَكْثرُوا فِيك وَفِي أبي وَعمر فَمَا عنْدك ذَلِك فَقَالَ لي إخسه وَلم يزدني على ذَلِك وَأدْخل رجلٌ من الْخَوَارِج عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج وَالْخلاف قَالَ قَوْله تَعَالَى وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْكَافِرُونَ قَالَ أَلَك علمٌ بِأَنَّهَا منزلةٌ قَالَ نعم قَالَ مَا دليلك قَالَ إِجْمَاع الْأمة قَالَ فَكَمَا رضيت بإجماعهم فِي التَّنْزِيل فارض بإجماعهم فِي التَّأْوِيل فَقَالَ صدقت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالَ يحيى كَانَ الْمَأْمُون يحلم حَتَّى يغيظنا وَكَانَ يشرب النَّبِيذ وَقيل بل الْخمر وَكَانَ يتشيع قَالَ الجهشياري وَكَانَ الْمَأْمُون أول من جعل التواقيع أَن تختم وَإِنَّمَا كَانَت مُجَرّدَة منشورةً وكاتبه أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن سهلٍ ثمَّ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن سهل ثمَّ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي خالدٍ الْأَحول ثمَّ مُحَمَّد بن زيادٍ ثمَّ عَمْرو ابْن مسْعدَة ثمَّ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف ثمَّ أَبُو عبادٍ ثَابت بن يحيى وَقيل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزْدَاد وحاجبه عبد الحميد بن شبيب بن حميد بن قَحْطَبَةَ وَصَالح صَاحب الْمصلى ثمَّ مُحَمَّد وَعلي ابْنا صالحٍ ثمَّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن صالحٍ وَمُحَمّد بن حَمَّاد بن دنقش وعَلى حجابة الْعَامَّة الْحسن ابْن أبي سعيدٍ وَنقش خَاتمه الله ثِقَة عبد الله وَبِه يُؤمن وَقيل عبد الله يُؤمن بِاللَّه مخلصاً وَكَانَ الْمَأْمُون يعرف بِابْن مراجل طباخةٍ كَانَت لزبيدة
الطوسي عبد الله بن هَاشم بن حَيَّان الطوسي رَحل وعُني بِالْحَدِيثِ روى عَنهُ مُسلم وَاخْتلف فِي مَوته وَالصَّحِيح أَنه مَاتَ سنة خمسٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ