(مَاذَا ترى كَانَت الأفرنجٍ فاعلةً ... فِي نسل آل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ)
(هَل كَانَ فِي الْأَمر شيءٌ غير قسْمَة مَا ... ملكتم بَين حكم السَّبي وَالنَّفْل)
(وَقد حصلتم عَلَيْهَا وَاسم جدهم ... محمدٍ وأبيكم غير منتقل)
(مَرَرْت بِالْقصرِ والأركان خاليةٌ ... من الْوُفُود وَكَانَ قبْلَة الْقبل)
(فملت عَنْهَا بوجهي خرف منتقدٍ ... من الأعادي وَوجه الود لم يمل)
(أسبلت من أسفٍ دمعي غَدَاة خلت ... رحابكم وغدت مهجورة السبل)
(أبْكِي على مَا تراءت من مكارمكم ... حَال الزَّمَان عَلَيْكُم وَهِي لم تحل)
(دَار الضِّيَافَة كَانَت أنس وافدكم ... وَالْيَوْم أحوحش من رسمٍ وَمن طلل)
(وفطرة الصَّوْم إِن أصغت مكارمكم ... تَشْكُو من الدَّهْر حيفاً غير مُحْتَمل)
(وَكِسْوَة النَّاس فِي الْفَصْلَيْنِ قد درست ... ورث مِنْهَا جديدٌ عَنْهُم وبلي)
(وموسمٌ كَانَ فِي يَوْم الخليج لكم ... يَأْتِي تجملكم فِيهِ على الْجمل)
(وَأول الْعلم وَالْعِيدَيْنِ كم لكم ... فِيهِنَّ من وبل وجودٍ لَيْسَ بالوشل)
(وَالْأَرْض تهتز فِي عيد الغدير كَمَا ... يَهْتَز مَا بَين قصريكم من الأسل)
(وَالْخَيْل تعرض فِي وشيٍ وَفِي شيةٍ ... مثل العرائس فِي حليٍ وَفِي حلل)
(وَمَا حملتم قرى الأضياف من سَعَة إِلَى ال ... أطباق إِلَّا على الأكتاف والعجل)
(وَمَا خصصتم ببرٍّ أهل ملتكم ... حَتَّى عممتم بِهِ الْأَقْصَى من الْملَل)
(كَانَت رواتبكم للذمتين ولل ... ضيف الْمُقِيم وللطاري من الرُّسُل)
)
(ثمَّ الطّراز بتنيس الَّذِي عظمت ... مِنْهُ الصلات لأهل الأَرْض والدول)
(وللجوامع من أحباسكم نعمٌ ... لمن تصدر فِي علمٍ وَفِي عمل)
(وَرُبمَا عَادَتْ الدُّنْيَا بمعقلكم ... مِنْكُم وأضحت بكم محلولة الْعقل)
(وَالله لَا فَازَ يَوْم الْحَشْر مبغضكم ... وَلَا نجا من عَذَاب الله غير ولي)
(وَلَا سقِِي المَاء من حرٍّ وَمن ظمأٍ ... من كف خير البرايا خَاتم الرُّسُل)
(أئمتي وهداتي والذخيرة لي ... إِذا ارتهنت بِمَا قدمت من عَمَلي)
(تالله لم أوفهم فِي الْمَدْح حَقهم ... لِأَن فَضلهمْ كالوابل الهطل)
(وَلَو تضاعفت الْأَقْوَال واستبقت ... مَا كنت فيهم بِحَمْد الله بالخجل)