قَالَ رَحمَه الله جرت لي محنة بداري بطواحين الأشنان فألهم الله الصَّبْر ولطف وَقيل لي اجْتمع بولاة الْأَمر فَقلت أَنا قد فوضت أَمْرِي إِلَى الله وَهُوَ يكفينا وَقلت فِي ذَلِك السَّرِيع
(قلت لمن قَالَ أما تَشْتَكِي ... مَا قد جرى فَهُوَ عَظِيم جليل)
(يقيض الله تَعَالَى لنا ... من يَأْخُذ الْحق ويشفي الغليل)
(إِذا توكلنا عَلَيْهِ كفى ... وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل)
وَمن شعره ضَابِط فِي السَّبْعَة الَّذين يظلهم الله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله الطَّوِيل
(إِمَام محب نَاشِئ متصدق ... وَبَاكٍ مصل خَائِف سطوة الباس)
(يظلهم الله الْجَلِيل بظله ... إِذا كَانَ يَوْم الْعرض لَا ظلّ للنَّاس)
(أَشرت بِأَلْفَاظ تدل عَلَيْهِم ... فيذكرهم بالنظم من بَعضهم نَاس)
وَقَالَ أَيْضا الطَّوِيل
(وَقَالَ النَّبِي الْمُصْطَفى إِن سَبْعَة ... يظلهم الله الْعَظِيم بظله)
(محب عفيف نَاشِئ متصدق ... وَبَاكٍ مصل وَالْإِمَام بعدله)
)
وَلما تولى دَار الحَدِيث الأشرفية مَكَان القَاضِي عماد الدّين عبد الْكَرِيم ابْن القَاضِي جمال الدّين بن الحرستاني بعد مَوته فِي تَاسِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة حضر درسه قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان والأعيان على الْعَادة وَذكر من أول تصنيفه فِي كتاب المبعث الْخطْبَة والْحَدِيث وَالْكَلَام على سَنَده وَمَتنه فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي ذَلِك الْكَامِل
(الْعلم والمعلوم قد أَدْرَكته ... وسماعك الْبَحْر الْمُحِيط بمحدث)
(وَبعثت فِي دَار الحَدِيث بمعجز ... وَأَبَان عَنهُ لَك افْتِتَاح المبعث)
(مكثت لَهُ الْأَلْبَاب طائعه الندى ... وَالْحسن من طرب بِهِ لم يمْكث)
وَقد نظم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة رَحمَه الله تَعَالَى قصيدة تناهز الْأَرْبَعين بَيْتا فِي زَوجته فسمج عَفا الله عَنهُ فِيهَا مَا شَاءَ وَبرد رَحمَه الله مَا أَرَادَ أَولهَا الطَّوِيل
(تزوجت من أَوْلَاد دنو عقيلة ... بهَا من خِصَال الْخَيْر مَا حير العقلا)
(مكملة الْأَوْصَاف خلقا وخلقة ... فأهلاً بهَا أَهلا وسهلاً بهَا سهلا)
(ولود ودود حرَّة قرشية ... مخدرة من حسنها تكرم البعلا)
مِنْهَا