أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا وَإِلَيْهِ النشور وَكَانَ لَا يَأْكُل الصَّدَقَة وَيَأْكُل الْهَدِيَّة ويكافئ عَلَيْهَا وَلَا يتأنق فِي مأكل ويعصب على بَطْنه الْحجر من الْجُوع وآتاه الله مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض فَلم يقبلهَا وَاخْتَارَ الْآخِرَة وَأكل الْخبز بالخل وَقَالَ نعم الأدام الْخلّ وَأكل لحم الدَّجَاج وَلحم الْحُبَارَى وَكَانَ يَأْكُل مَا وجد وَلَا يرد مَا حضر وَلَا يتَكَلَّف مَا لم يحضر وَلَا يتورع عَن مطعم حَلَال إِن وجد تَمرا دون خبز أكله وَإِن وجد شواء أكله وَإِن وجد خبز بر أَو شعير أكله وَإِن وجد حلواً أَو عسلاً أكله وَكَانَ أحب الشَّرَاب إِلَيْهِ الحلو الْبَارِد وَقَالَ للهيثم ابْن التيهَان كَأَنَّك علمت حبنا للحم لَا يَأْكُل مُتكئا وَلَا على خوان لم يشْبع من خبز بر ثَلَاثًا تباعا حَتَّى لَقِي الله عز وَجل إيثاراً على نَفسه لَا فقرا وَلَا بخلا يُجيب الْوَلِيمَة ويجيب دَعْوَة العَبْد وَالْحر وَيقبل الْهَدَايَا وَلَو أَنَّهَا جرعة لبن أَو فَخذ أرنب وَكَانَ يحب الدُّبَّاء والذراع من الشَّاة وَقَالَ كلوا الزَّيْت وادهنوا بِهِ فَإِنَّهُ من شَجَرَة مباركة وَكَانَ يَأْكُل بأصابعه الثَّلَاث ويلعقهن منديله بَاطِن قَدَمَيْهِ وَأكل خبز الشّعير بِالتَّمْرِ والبطيخ بالرطب والقثاء بالرطب وَالتَّمْر بالزبد وَكَانَ يحب الْحَلْوَى وَالْعَسَل وَيشْرب قَاعِدا وَرُبمَا شرب قَائِما ويتنفس ثَلَاثًا مُبينًا للأناء وَيبدأ بِمن عَن يَمِينه إِذا سقَاهُ وَشرب لَبَنًا وَقَالَ من أطْعمهُ الله طَعَاما فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وأطعمنا خيرا مِنْهُ وَمن سقَاهُ الله لَبَنًا فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وزدنا مِنْهُ وَقَالَ لَيْسَ شَيْء يُجزئ مَكَان الطَّعَام وَالشرَاب غير اللَّبن قَالَ ابْن حزم وَشرب النَّبِيذ الحلو قلت تَفْسِيره المَاء الَّذِي ينْبذ فِيهِ التمرات الْيَسِيرَة ليحلو
وَكَانَ يلبس الصُّوف وينتعل المخصوف وَلَا يتأنق فِي ملبس وَأحب اللبَاس إِلَيْهِ الْحبرَة من برود الْيمن فِيهَا حمرَة وَبَيَاض وَأحب الثِّيَاب إِلَيْهِ الْقَمِيص وَيَقُول إِذا لبس ثوبا استجده اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كَمَا ألبستنيه أَسأَلك خَيره وَخير مَا صنع لَهُ وَأَعُوذ بك من شَره وَشر مَا)
صنع لَهُ وتعجبه الثِّيَاب الْخضر وَرُبمَا لبس الْإِزَار الْوَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره يعْقد طرفه بَين كَتفيهِ ويلبس يَوْم الْجُمُعَة برده الْأَحْمَر ويعتم ويلبس خَاتمًا من فضَّة نقشه مُحَمَّد رَسُول الله فِي خِنْصره الْأَيْمن وَرُبمَا فِي الْأَيْسَر وَيُحب الطّيب وَيكرهُ الرَّائِحَة الكريهة وَيَقُول إِن الله جعل لذتي فِي النِّسَاء وَالطّيب وَجعل قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة وَكَانَ يتطيب بالغالية والمسك أَو الْمسك وَحده ويتبخر بِالْعودِ والكافور ويكتحل بالأثمد وَرُبمَا اكتحل وَهُوَ صَائِم وَيكثر دهن رَأسه ولحيته ويدهن غبا ويكتحل وترا وَيُحب التَّيَمُّن فِي ترجله وتنعله وَفِي طهوره وَفِي شَأْنه كُله وَينظر فِي الْمرْآة وَلَا تُفَارِقهُ قَارُورَة الدّهن فِي سَفَره والمكحلة والمرآة والمشط والمقراض والسواك والإبرة وَالْخَيْط ويستاك فِي اللَّيْلَة ثَلَاث مَرَّات قبل النّوم وَبعده وَعند الْقيام لورده وَعند الْخُرُوج لصَلَاة الصُّبْح وَكَانَ يحتجم
وَكَانَ يمزح وَلَا يَقُول إِلَّا حَقًا جَاءَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله احملني على جمل فَقَالَ احملك على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني قَالَ لَا أحملك إِلَّا على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني فَقَالَ لَهَا النَّاس وَهل الْجمل إِلَّا ولد النَّاقة وجاءته امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله إِن زَوجي مَرِيض وَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute