بن رضوَان ابْن فتوح الإِمَام الْخَيْر أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو زيد وَيُقَال أَبُو الْحسن ابْن الْخَطِيب أبي عمر بن أبي الْحسن)
الْخَثْعَمِي السُّهيْلي الأندلسي المالقي الْحَافِظ صَاحب المصنفات توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة
نَاظر عَليّ بن الْحُسَيْن بن الطراوة فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع مِنْهُ كثيرا من اللُّغَة والآداب
وكف بَصَره وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والقراءات بارعاً فِي ذَلِك تصدر للإقراء والتدريس والْحَدِيث وَبعد صيته وَجل قدره جمع بَين الرِّوَايَة والدراية لَهُ من المصنفات الرَّوْض الْأنف فِي شرح السِّيرَة وَهُوَ كتاب جليل جود فِيهِ مَا شَاءَ ذكر فِي آخِره أَنه استخرجه من نَيف وَعشْرين وَمِائَة ديوَان وَله التَّعْرِيف والإعلام بِمَا فِي الْقُرْآن من الْأَسْمَاء والأعلام وَشرح آيَة الْوَصِيَّة وَمَسْأَلَة رُؤْيَة الله تَعَالَى ورؤية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَشرح الْجمل وَلم يتم وَمَسْأَلَة السِّرّ فِي عور الرِّجَال واستدعي إِلَى مراكش وحظي بهَا وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة وَحسنت سيرته
وَأَصله من قَرْيَة بوادي سُهَيْل من كورة مالقة لَا يرى سُهَيْل من جَمِيع الْمغرب إِلَّا من جبل مطل على هَذِه الْقرْيَة وَمن شعره يرثي بَلَده وَكَانَ الفرنج قد خربته وَقتلت رِجَاله ونساءه وَكَانَ غَائِبا عَنهُ الْكَامِل
(يَا دَار أَيْن الْبيض والأرآم ... أم أَيْن جيران عَليّ كرام)
(دَار الْمُحب من الْمنَازل آيَة ... حيى فَلم يرجع إِلَيْهِ سَلام)
(أخرسن أم بعد المدى فنسينه ... أم غال من كَانَ الْمُجيب حمام)
(دمعي شهيدي أنني لم أنسهم ... إِن السلو على الْمُحب حرَام)
(لما أجابتني الصدى عَنْهُم وَلم ... يلج المسامع للحبيب كَلَام)
(طارحت ورق حمامها مترنماً ... بمقال صب والدموع سجام)
(يَا دَار مَا صنعت بك الْأَيَّام ... ضامتك وَالْأَيَّام لَيْسَ تضام)
وَمر على دَار بعض تلاميذه من أَعْيَان الْبَلَد وَهُوَ جميل وَقد مرض فَلَقِيَهُ بعض الْمَشَايِخ فَقَالَ لَهُ عجبا لمرورك هَهُنَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْو دَار التلميذ وَأنْشد المتقارب
(جعلت طريقي على دَاره ... وَمَا لي على دَاره من طَرِيق)
(وعاديت من أَجله جيرتي ... وواخيت من لم يكن لي صديقي)
(فَإِن كَانَ قَتْلِي حَلَالا لَهُ ... فسيري بروحي مسير الرفيق)