على البديهة بِآيَة جمعت فِيهَا بَين ذكر فضل أهل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام وَبَين شكر السُّلْطَان على تَوليته مَا أولاه من الْإِحْسَان فَحَضَرَ بدر الدّين ابْن المسجف رَحمَه الله الْمجْلس وَأنْشد هَذِه)
الثَّلَاثَة أَبْيَات لنَفسِهِ الْكَامِل
(دَار النَّقِيب حوت بِمن قد حلهَا ... شرفاً يقصر عَن مداه المطنب)
(أضحت كسوق عكاظ فِي تفضيلها ... وَبهَا شهَاب الدّين قس يخْطب)
(الْفَاضِل القوصي أفْصح من غَدا ... عَن فَضله فِي الْعَصْر يعرب يعرب)
وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ فِي الشّرف الْحلِيّ الشَّاعِر الطَّوِيل
(يَقُولُونَ لي مَا بَال حظك نَاقِصا ... لَدَى رَاجِح رب الفهاهة وَالْجهل)
(فَقلت لَهُم إِنِّي سمي ابْن ملجم ... وَذَلِكَ اسْم لَا يَقُول بِهِ حلي)
وأنشدني لنَفسِهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَكَانَ قد قالهما ببغداذ وَقد جَاءَ مطر كثير يَوْم عَاشُورَاء فِي فصل الصَّيف الْكَامِل
(مطرَت بعاشورا وَتلك فَضِيلَة ... ظَهرت فَمَا للناصبي المعتدي)
(وَالله مَا جاد الْغَمَام وَإِنَّمَا ... بَكت السَّمَاء لرزء آل مُحَمَّد)
وأنشدني لنَفسِهِ يمدح الْكَمَال القانوني الْكَامِل
(لَو كنت عانيت الْكَمَال وجسه ... أوتار قانون لَهُ فِي الْمجْلس)
(لرأيت مِفْتَاح السرُور بكفه ال ... يسرى وَفِي الْيُمْنَى حَيَاة الْأَنْفس)
وأنشدني لنَفسِهِ الْكَامِل
(وَلَقَد مدحتهم على جهل بهم ... وظننت فيهم للصنيعة موضعا)
(فَرَجَعت بعد الاختبار أذمهم ... فأضعت فِي الْحَالين عمري أجمعا)
قلت وَمثل هَذَا قَول سبط بن التعاويذي السَّرِيع
(قضيت شطر الْعُمر فِي مدحكم ... ظنا بكم أَنكُمْ أَهله)
(وعدت أفنيه هجاء لكم ... فَضَاعَ عمري فِيكُم كُله)
وَمن شعر ابْن المسجف الْكَامِل
(يَا رب كَيفَ بلوتني بعصابة ... مَا فيهم فضل وَلَا إفضال)
(متنافري الْأَوْصَاف يصدق فيهم ال ... هاجي وَتكذب فيهم الآمال)
(غطى الثراء على عيوبهم وَكم ... من سوءة غطى عَلَيْهَا المَال)
(جبناء مَا استنجدتهم لملمة ... لؤماء مَا استرفدتهم بخال)