وَمِنْه الْكَامِل
(مِسْكين هجرك أَو أَسِير هواكا ... أَمْسَى وَأصْبح يرتجيك عساكا)
(ضَاقَتْ بِهِ سَعَة الْبِلَاد وَأَمْسَكت ... كف الغرام لِقَلْبِهِ إمساكا)
(قد كَانَ مُنْقَطع الرَّجَاء فَمَا ترى ... فِيمَن أضرّ بِهِ الْهوى فدعاكا)
(يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي بلحاظه ... مَا زَالَ ينصب للهوى أشراكا)
(أَتَرَى جميلاً أَن تعذب فِي الْهوى ... قلبِي وَقد عبثت بِهِ عيناكا)
(وَلَقَد عكفت على هَوَاك ألومه ... فَأبى وَأقسم لَا يحب سواكا)
وَكتب إِلَى معد بن جبارَة السَّرِيع يَا وَاحِد الْعلم وَيَا كهفهويا فريد الْأَدَب الْمَحْض
(وَمن بِهِ يفخر شأو العلى ... فِي سَائِر الْآفَاق وَالْأَرْض)
(مَسْأَلَة جَاءَك عنوانها ... خصمان فِي أَمر بِمَا تقضي)
(طرف رأى طرفا فَلم يبرحا ... وَآخر فِي خَدّه الغض)
(لَكِن جرح الْقلب عَن لَذَّة ... وَهِي بِهِ نَحْو الردى تمْضِي)
(وَالْجرْح فِي الخد لَهُ زِينَة ... أَتَتْهُ عَن كره وَعَن بغض)
(فَاقْض وقاك الله من بَيْننَا ... بِالْحَقِّ يَا خير امْرِئ يقْضِي)
فَأَجَابَهُ معد وتعافى من الْحُكُومَة قطعا للجدال وللخصومة وَقَالَ السَّرِيع
(تفديك نَفسِي من فَتى بارع ... يعرف بالإبرام والنقض)
)
(قد أتعب الأفكار وصف الْهوى ... وكل غبن دونه يعضي)
(تِلْكَ أُمُور خفيت دقةً ... عَن كل من يحكم أَو يقْضِي)
(لَو لم يعب أَمر الْهوى لم يكن ... فِيهِ تلاف المَال وَالْعرض)
وَجلسَ يَوْمًا إِلَى شيخ تونس وَكَانَ نِهَايَة فِي المجون فاجتاز بهما رجل يسْأَل عَن دَار ابْن عبدون فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ هِيَ تِلْكَ الرائقة حَيْثُ يقوم أيرك فَقَالَ الفراسي وَالله لأنظمنه فَمَا رَأَيْت كَهَذا الْمَعْنى وَقَالَ من سَاعَته السَّرِيع
(إِن شِئْت أَن تعرف عَن صحةٍ ... دَار الَّتِي تعزى لعبدونه)
(فامش فَإِن أيرك أبصرته ... قَامَ فَإِن الْبَاب من دونه)
قلت قد وَقع لي هَذَا الْمَعْنى لَكِن هُوَ عكس هَذَا وَهُوَ الوافر
(أَقُول لمن يسائل عَن محلي ... تقدم وامش من خلف السَّوَارِي)