(فِي مثل هَذَا الْيَوْم بَيْتك مشْهد ... يُتْلَى الثَّنَاء بِهِ كآي الْمُصحف)
(فلأجرين على ربوعك أدمعي ... ولأضرمن عَلَيْك نَار تلهفي)
(فَأَنا الوفي لَدَى زمَان غادر ... لَا ذاق برد أَمَانه من لَا يَفِي)
(شاركت يُوسُف فِي اسْمه وبلائه ... ستنال بعد السجْن رُتْبَة يُوسُف)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل
(تَبَدَّتْ فَهَذَا البدرُ من كَلَفٍ بهَا ... وحقَّك مثلي فِي دجى اللَّيْل حائرُ)
(وماستْ فشقَّ الْغُصْن غيظاً جيوبه ... أَلَسْت ترى أوراقه تتناثر)
وَذكر أَن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن المرصص الْمصْرِيّ أجازهما فَقَالَ الطَّوِيل
(وفاحت فَألْقى العودُ فِي النارِ نفسَه ... كَذَا نقلتْ عَنهُ الحَدِيث المجامر)
(وَقَالَت فغار الدَّار واصفرَّ لونُه ... كَذَلِك مَا زالتْ تغارُ الضَّرائرُ)
قَالَ وَكتب إِلَيّ وَهُوَ بالديار المصرية السَّرِيع
(أوحشتني وَالله يَا سَيِّدي ... وَزَاد شوقي وغرامي إِلَيْك)
(ن غبت عَن عَيْني برغمي فقد ... أَقَامَ فِي الحضرة قلبِي لديك)
(وَإِن شممت الرّيح مسكية ... فَذَاك من طيب ثنائي عَلَيْك)
قَالَ وَكتب إِلَيّ أَيْضا الْخَفِيف
(سَيِّدي سَيِّدي كتابك أحلى ... من زلال على فُؤَادِي الصادي)
(خلت فِيهِ قَمِيص يُوسُف لما ... أَلْصَقته أناملي بفؤادي)
(كرر اللثم يَا فمي وترشف ... مِنْهُ آثَار فضل تِلْكَ الأيادي)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْمعِين الهيتي وَقد نفي من مصر إِلَى الشَّام الْكَامِل
(لَا تحسب الهيتي يفلح بعْدهَا ... ونحوسه يتبعنه أَنى سلك)
(قد غلقت أَبْوَاب مصر دونه ... بغضاً لطلعته وَقَالَت هيت لَك)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الوافر
(فلَان وَالْجَمَاعَة عارفوه ... وَظَاهره التنسك والزهادة)
(يَمُوت على الشَّهَادَة وَهُوَ حَيّ ... إِلَيْهِ لَا تمته على الشَّهَادَة)
)
قلت شعر جيد طبقه