قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَنْشدني أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ قَالَ أَنْشدني القَاضِي نجم الدّين الْبَارِزِيّ لنَفسِهِ فِي الْقَلَم الْكَامِل
(ومثقف لِلْخَطِّ يَحْكِي فعل سم ... ر الْخط إِلَّا أَن هَذَا أصفر)
(فِي رَأسه المسود إِن أجروه فِي ال ... مبيض للأعداء موت أَحْمَر)
وَمن شعره وَهُوَ تَشْبِيه سَبْعَة أَشْيَاء بسبعة الطَّوِيل
(يقطع بالسكين بطيخة ضحى ... على طبق فِي مجْلِس لأصاحبه)
(كبدر ببرق قد شمساً أهلةً ... لَدَى هَالة فِي الْأُفق بَين كواكبه)
قلت وَهَذَا يشبه قَول الآخر الطَّوِيل
(وَلما بدا مَا بَيْننَا منية النَّفس ... يحزز بالسكين صفراء كالورس)
(توهمت بدر التم قد أهلة ... على أنجم بالبرق من كرة الشَّمْس)
وَالْأَصْل فِي هَذَا لِابْنِ قلاقس الإسكندري حَيْثُ قَالَ المتقارب)
(أَتَانَا الْغُلَام ببطيخة ... وسكينة قد أجيدت صقالا)
(فَقطع بالبرق شمس الضُّحَى ... وَأهْدى لكل هلالاً هلالا)
بل للْآخر حَيْثُ قَالَ الْكَامِل
(خلناه لما حزز الْبِطِّيخ فِي ... أطباقه بصقيلة الصفحات)
(بَدْرًا يقد من الشموس أهلة ... بالبرق بَين الشهب فِي الهالات)
وَأول من سبق إِلَى فتح هَذَا الْبَاب العسكري حَيْثُ قَالَ الوافر
(وجامعة لأصناف الْمعَانِي ... صلحن لوقت إكثار وقله)
(فَمن أَدَم وَرَيْحَان وَنقل ... فَلم ير مثلهَا سداً لخله)
(فَمِنْهَا مَا تشبهه بدوراً ... فَإِن قطعتها رجعت أَهله)
وَمن شعر نجم الدّين بن الْبَارِزِيّ مَا كتبه إِلَى الْملك الْمَنْصُور الوافر
(خدمتك فِي الشَّبَاب وَهَا مشيبي ... أكاد أحل مِنْهُ الْيَوْم رمسا)
(فراع لحرمتي عهدا قَدِيما ... وَمَا بالعهد من قدم فينسى)
وَمِنْه الطَّوِيل
(إِذا شمت من تِلْقَاء أَرْضكُم برقاً ... فَلَا أضلعي تهدأ وَلَا أدمعي ترقا)
(وَإِن ناح فَوق البان ورق حمائم ... سحيراً فنوحي فِي الدجى علم الورقا)
(فرقوا لقلب فِي ضرام غرامه ... حريق وأجفان بأدمعها غرقى)