(زعم الأوايل إِنَّمَا ... تبدو الذوايب للكواكب)
(وتوهموا الْفلك المع ... ظم اطلساً مَا فِيهِ ثاقب)
(أَترَاهُم لم ينْظرُوا ... مَا فِي الزَّمَان من العجايب)
(كم من هِلَال قد بدا ... فِي اطلس وَله ذوايب)
وَقَالَ فِي رنك الأفرم وَكَانَ سَيْفا أَحْمَر على مسن فِي بَيَاض
(ملك لَهُ فِي الله وَجه أَبيض ... وبعدله فِي النَّاس عَيْش أَخْضَر)
(وبرنكه اللونان مد عَلَيْهِمَا ... لعداته فِي الْحَرْب سيف أَحْمَر)
وَقَالَ بِمصْر يتشوق إِلَى دمشق
(لي نَحْو ربعك دايماً يَا حلق ... شوق أكاد بِهِ جوى أتمزق)
(وهمول دمع من جوى بأضالعي ... ذَا مغرق طرفِي وَهَذَا محرق)
(اشتاق مِنْك منازلاً لم أُنْسُهَا ... أَنِّي وقلبي فِي ربوعك موثق)
(طلل بِهِ خلقي تكون أَولا ... وَبِه عرفت بك لما اتخلق)
)
(وقف عَلَيْك لذا التأسف والبكى ... قلبِي الْأَسير ودمع عَيْني الْمُطلق)
(ادمشق لَا بَعدت دِيَارك عَن فَتى ... أبدا إِلَيْك بكله يتشوق)
(أنفقت فِي ناديك أَيَّام الصَّبِي ... حبا وَذَاكَ أعز شىء ينْفق)
(ورحلت عَنْك ولى إِلَيْك تلفت ... وَلكُل جمع صدعه وتفرق)
(فاعتضت عَن أنسي بظلك وَحْشَة ... مِنْهَا وَهِي جلدي وشاب المفرق)
(فَلبِست ثوب الشيب وَهُوَ مشهر ... ونزعت ثوب الشرخ وَهُوَ مُعتق)
(وَلكم اسكن عَنْك قلباً طامعاً ... بوعود قربك وَهُوَ شوقاً يخْفق)
مِنْهَا
(وَالرِّيح تكْتب فِي الجداول اسطراً ... خطّ لَهُ نسخ النسيم مُحَقّق)
(وَالطير يقْرَأ والنسيم مردد ... والغصن يرقص والغدير يصفق)
(ومعاطف الأغصان غنتها الصِّبَا ... طَربا فَذا عَار وَهَذَا مُورق)
(وَكَأن زهر اللوز أحداق إِلَى ال ... زوار من حلل الغصون تحدق)
(وَكَأن أَشجَار الغياض سرادق ... فِي ظلها من كل لون نمرق)
(والورد بالألوان يجلو منْظرًا ... ونسيمه عطر كمسك يعبق)
(فبلابل مِنْهَا تتهيج بلابل ... ولذاك أَثوَاب الشَّقِيق تشقق)
(وهزاره يصبو إِلَى شحروره ... ويجاوب الْقمرِي فِيهِ مطوق)