للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العامري بديع الدّين أَبُو الْقَاسِم من قَرْيَة كفر عَامر من بِلَاد الزبداني نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل

(أراق دمي من مأربي رشف رِيقه ... بإطراقه إِذْ مر بِي فِي طَرِيقه)

(وأغض وَمن جمر الغضا قد حَشا الحشا ... وَولى فَأولى الْقلب فرط خفوقه)

(إِذا انهل دمعي زَاد قلبِي تحرقا ... فَمن لفتى بالدمع بَدْء حريقه)

(جرى الدمع درا فِي مبادي جَفا عَمه ... فَعَاد عقيقاً فِي تمادي عقوقه)

(غزال من الأتراك لم يتْرك لمن ... يديم بِهِ قلباً لرعي حُقُوقه)

(أصَاب دموعي إِذْ أصَاب حشاشتي ... بِسَهْم مناي مِنْهُ تَقْبِيل فَوْقه)

(فيا بِأبي من راشق قلب عاشق ... بِسَهْم يرد السهْم قلب رشيقه)

(محياه بدر والعذاران هَالة ... وقامته كالغصن عِنْد بسوقه)

(ومبسمه حَصْبَاء در بمورد ... من الأرى غشاه غشاء عقيقه)

(سباني سبا إبريقه الْهم إِذْ سقى ... وَكم قد سبا عَقْلِي سباء بريقه)

(حباني بكأس من رحيق كخده ... بخيل بِمَا فِي ثغره من رحيقه)

(وَكم لَيْلَة خجلت بدر الدجا بِهِ ... ونادمت فِيهَا النَّجْم حَتَّى خفوقه)

(على غرَّة الواشي تقضت حميدة ... وغرة وضاح الجبين طليقه)

(برشف لماه واغتنام حَدِيثه ... وتقبيل خديه وَضم رشيقه)

(وَللَّه ليل مر لي بوصاله ... قصير كمر الْبَرْق حَال بريقه)

(تولى فَلَمَّا لألأ الصُّبْح مشرقاً ... ظَنَنْت عماد الدّين ضوء شروقه)

قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ فِي بهاء الدّين عَليّ بن الساعاتي الوافر

(بهاء الدّين يَا سامي الْبَهَاء ... وَيَا بدر تألق فِي السَّمَاء)

(أتزعم أنني قد قلت هجواً ... وعرضك لَا يدنس بالهجاء)

(وهبني قلت هَذَا الصُّبْح ليلٌ ... أيعمى الْعَالمُونَ عَن الضياء)

قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ فِيهِ عِنْد أَخذ الْألف دِينَار لَهُ من حب المَاء فِي منزله الْبَسِيط

(يَا من أصافيه ودي حِين أَلْقَاهُ ... وَمن إِذا غَابَ عني لست أنساه)

(ضَاعَت لَك الْألف يَا بن الْألف فِي زمن ... كَمَا علمت بِأَن قد عز لقيَاهُ)

(قد كَانَ مَالك مَاء الْحبّ أثله ... كَمَا علمت وَمَاء الْحبّ أفناه)

<<  <  ج: ص:  >  >>