(لم يبْق جودك لي شَيْئا أؤمله ... تَرَكتنِي أصحب الدُّنْيَا بِلَا أمل)
وَقَالَ ابْن نباتة كنت يَوْمًا قَائِلا فِي دهليزي فدق عَليّ الْبَاب فَقلت من قَالَ رجل من أهل الْمشرق أَنْت الْقَائِل الطَّوِيل
(وَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تخالفت الْأَسْبَاب والداء وَاحِد)
فَقلت نعم فَقَالَ أرويه عَنْك فَقلت نعم فَلَمَّا كَانَ آخر النَّهَار دق عَليّ الْبَاب فَقلت من قَالَ رجل من أهل تاهرت من الْمغرب فَقلت مَا حَاجَتك قَالَ أَنْت الْقَائِل
(وَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تخالفت الْأَسْبَاب والداء وَاحِد)
فَقلت نعم فَقَالَ أرويه عَنْك فَقلت نعم وَعَجِبت كَيفَ وصل قولي إِلَى الْمشرق وَالْمغْرب
وَمن شعر ابْن نباتة قَوْله الطَّوِيل
(فَلَا تجعلني كَالَّذي رَأَيْتهمْ ... وَمن يَجْعَل الْأَقْدَام الذوائب)
(إِذا بصروني نكسوا فَكَأَنَّمَا ... شواربهم مضفورة بالحواجب)
قلت هُوَ عكس معنى قَول أبي الطّيب الطَّوِيل)
(بعيدَة مَا بَين الجفون كَأَنَّمَا ... عقدتم أعالي كل جفن بحاجب)
وَمن شعره ابْن نباتة السَّعْدِيّ فِي مصلوب الطَّوِيل
(على الْجذع موف لَا يزَال كَأَنَّهُ ... سليما دَعَا قوما إِلَيْهِ فَأَقْبَلُوا)
(فَقَامَ يماريهم وَقد مد بَاعه ... يَقُول لَهُم عرضي أم الطول أطول)
وَمِنْه الوافر
(رفعن ذلاذل الظلماء حَتَّى ... بدا مِنْهُنَّ ورد ذُو ابنلاج)
(إِذا مرت ركائبها بقاع ... خلعن عَلَيْهِ أردية العجاج)
وَمِنْه فِي الْحَيَّة الطَّوِيل
(وصل صفا بِالسِّنِّ دون سميره ... لَهُ فِي عقول الناظرين وجار)
(يُخَادع الْبَاب الرِّجَال كَأَنَّهُ ... إِذا مَا تطوى للأكف سوار)
وَمِنْه المتقارب
(غبطت الَّذِي لامني فِيكُم ... وَلم أدر أَنِّي حسدت الحسودا)
(فليت الْعُيُون وجدن الدُّمُوع ... وليت الدُّمُوع وجدن الخدودا)
وَمِنْه الْخَفِيف
(قيل إِن الْهوى فرَاغ جهول ... وَكفى بالهوى لذِي اللب شغلا)