للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(مَا دمت حلواً فَلَا تنفك مُتَّهمًا ... أعشق وقولك مَقْبُول عَليّ ولي)

(إِن تدعني خَالِيا من لوعتي فَلَقَد ... أجَاب دمعي وَمَا الدَّاعِي سوى طلل)

(عاتبت إِنْسَان عَيْني فِي تسرعه ... فَقَالَ لي خلق الْإِنْسَان من عجل)

)

وَمِنْه الوافر

(سَأَلت سوارها المثري فَنَادَى ... فَقير وشاحها الله يفتح)

(لَهَا طرف يَقُول الْحَرْب أولى ... ولي قلب يَقُول الصُّلْح أصلح)

قَالَ شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ حضرت بَين يَدي وَالِدي رَحمَه الله وَقد قاربت خمس عشرَة سنة فَسَأَلته عَن عمره فَقَالَ خُذ فِي شَأْنك هَكَذَا فِي حَدِيث مسلسل فألححت عَلَيْهِ فَأمرنِي فأحضرت كتابا من كتب الْقرَاءَات فَأرَانِي صفحة فِي آخِره عَلَيْهَا خطّ جدي رَحمَه الله ولد الْوَلَد الْمُبَارك مُحَمَّد فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتَحْته بِخَط وَالِدي ولد الْوَلَد الْمُبَارك عبد الْعَزِيز ضحوة نَهَار الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشْرين جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فأخذنا نتعجب من هَذَا الِاتِّفَاق فِي السّنة والشهر والجزء من الْيَوْم ثمَّ انصرفت من بَين يَدَيْهِ إِلَى حجرَة كنت أَخْلو فِيهَا بنفسي وأنفرد بأنسي وأتفرغ للاشتغال بدرسي ففكرت فِي يَوْم مولدِي كَانَ قد أكمل الله لوالدي عشْرين سنة فنظمت بَيْتَيْنِ وكتبت بهما إِلَيْهِ وهما السَّرِيع

(يَا رب قد وجدت قبلي أبي ... فِي هَذِه الدُّنْيَا بعشرينا)

(فاجعله بعدِي بَاقِيا مثلهَا ... وَارْحَمْ محباً قَالَ آمينا)

فَكتب إِلَيّ فِي الْحَال المجتث

(لَا بل أَمُوت وتحيى ... فِي غِبْطَة خير محيا)

حَتَّى يصرف صرف الزَّمَان أمرا ونهيا وَكتب بعدهمَا المجتث

(لَا بل أَمُوت وَتبقى ... من الخطوب موقى)

(وَيرْحَم الله خلا ... يَقُول آمين حَقًا)

(وَمَا عهدتك مِمَّن ... أَرَادَ برا فعقا)

وَكتب تحتهما إِنَّمَا أردْت بقافية الْبَيْت الثَّانِي أَن دَعَاني حَقِيقَة بِخِلَاف دعائك وَجعلت قدحي فِي ادعائك عُقُوبَة على اعتدائك ثمَّ بَات تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمَّا أصبح كتب إِلَيّ ليعلم الْوَلَد أسلكه الله الجدد وهياً لَهُ الرشد إِنَّنِي فرقت فَارَقت واستشعرت من مَضْمُون شعره فنظمت مجزوء الرمل)

<<  <  ج: ص:  >  >>