(وَإِذا كنت عَاملا وعليماً ... بالأحاديث لن تمسك نَار)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ يُعَاتب صديقا قصر فِي حَقه
(سَأَلتك حَاجَة ووثقت فِيهَا ... بقول نعم وَمَا فِي ذَاك عَابَ)
(وَلم أعلم بِأَنِّي من أنَاس ... ظموا قبلي وَغَيرهم السراب)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي مَعْنَاهُمَا
(ظَنَنْت بِهِ الْجَمِيل فجببت أَرضًا ... إِلَيْهِ كهمتي طولا وعرضا)
(فَلَمَّا جِئْته ألفيت شخصا ... حمى عرضا لَهُ وأباح عرضا)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(كَأَنَّمَا نارنا وَقد خمدت ... وجمرها بالرماد مَسْتُور)
(دم جرى من فواختٍ ذبحت ... من فَوْقه ريشهن منثور)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا
(أَتَانَا بكانون يشب اضطرامه ... كقلب محب أَو كصدر حسود)
(كَأَن احمرار النَّار من تَحت فحمه ... خدود عذارى فِي معاجر سود)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي جميل الصُّورَة لابس أصفر
(قد قلت لما أَن بصرت بِهِ ... فِي حلَّة صفراء كالورس)
(أَو مَا كَفاهُ أَنه قمر ... حَتَّى تدرع حلَّة الشَّمْس)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(أَقُول لنَفْسي حِين نَازل لمتي ... مشيبي وَلما يبْق غير رحيلي)
(أيا نفس قد مر الْكثير فأقصري ... وَلَا تحرصي لم يبْق غير قَلِيل)
(وَلَا تأملي طول الْبَقَاء فإنني ... وجدت بَقَاء الدَّهْر غير طَوِيل)
قلت كَذَا وجدته بِخَط القوصي وَلَو قَالَ الشَّاعِر وجدت بَقَاء الْعُمر غير طَوِيل لَكَانَ أحسن وأصدق لحكاية الْوَاقِع لِأَن الدَّهْر طَوِيل والعمر قصير
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(بِاللَّه هَل يَا ملول ... إِلَى الْوِصَال وُصُول)
)
(أم هَل إِلَى سلسبيل ... من ريق فِيك سَبِيل)