(بعادكم وَالله مر مذاقه ... وقربكم أحلى من الْمَنّ والسلوى)
الْمُوفق خطيب أدفو مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن تغلب موفق الدّين الأدفوي خطيب أدفو كَانَ لَهُ كرم وفتوة وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي الطِّبّ وَله شعر ونثر وخطي وَيعرف التوثيق وَيكْتب خطا حسنا قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي رَأَيْته مَرَّات وَكَانَ يَأْتِي إِلَى الْجَمَاعَة أَصْحَابنَا أقرابه فَيسْمعهُمْ يشتمونه فَيرجع وَيَأْتِي من طَرِيق أُخْرَى حَتَّى لَا يتوهموا أَنه سمعهم ووقفت لَهُ على كتاب)
لطيف تكلم فِيهِ على تصوف وفلسفة وَكَانَ وَصِيّا على ابْن عَمه وَعَلِيهِ ثَمَر للديوان وقف عَلَيْهِ مِنْهُ للديوان خَمْسَة وَعِشْرُونَ إردبا فَشدد الطّلب عَلَيْهِ فَتقدم الْخَطِيب إِلَى الْأَمِير وَأنْشد
(وقفت عَليّ من الْمُقَرّر خَمْسَة ... مَضْرُوبَة فِي خَمْسَة لَا تحقر)
(من ثَمَر ساقية الْيَتِيم حَقِيقَة ... لَيْت السواقي بعْدهَا لَا تثمر)
(حمت النَّصَارَى بَينهم رهبانهم ... وَأَنا الْخَطِيب وذمتي لَا تخفر)
وَاجْتمعَ يَوْمًا جمَاعَة بالجامع وعموا طَعَاما وطلبوا الْمُؤَذّن جعفرا وَلم يطلبوا الْخَطِيب فَبَلغهُ ذَلِك فَكتب إِلَيْهِم أبياتاً مِنْهَا
(وَكَيف ارتضيتم بِمَا قد جرى ... صحبتوا الْمُؤَذّن دون الْخَطِيب)
(أمنتم من الْأكل أَن تمرضوا ... وَيحْتَاج مرضاكم للطبيب)
وَكَانَ يمشى إِلَى الضُّعَفَاء والرؤساء ويطبهم بِغَيْرِهِ أُجْرَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سبع وَتِسْعين وست ماية
شمس الدّين الغوري مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْخ شمس الدّين الغوري الْحَنَفِيّ الْمدرس وَقع فِي لِسَان الْفَخر عُثْمَان النصيبي وَجعل يمسخر بحكاياته ووقايعه يزِيد فِي بَعْضهَا من مضحكاته وَلَقَد حكى مرّة عَنهُ وَاقعَة تنمر لَهَا تنكز نايب الشَّام ورسم بقتْله بالمقارع وَمَا خلص من ذَلِك إِلَّا بالجهد والدماشقة يحكون عَنهُ وقايع مَشْهُورَة التداول بَينهم توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية
ابْن الحشيشي مُحَمَّد بن الحشيشي شمس الدّين الْموصِلِي الرافضي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَمن خطه نقلت حَدثنِي الإِمَام مُحَمَّد بن منتاب أَن عز الدّين يُوسُف الْموصِلِي كتب إِلَيْهِ وَأرَانِي كِتَابه قَالَ كَانَ لنا رَفِيق يشْهد مَعنا فِي سوق الطَّعَام يُقَال لَهُ الشَّمْس بن الحشيشي كَانَ يسب أَبَا بكر وَعمر رضى الله عَنْهُمَا ويبالغ فَلَمَّا ورد شَأْن تَغْيِير الْخطْبَة إِذْ ترفض