ورثاه الْحَاكِم أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن دوست النَّيْسَابُورِي بقوله
(كَانَ أَبُو مَنْصُور الثَّعْلَبِيّ أبر ... ع فِي الْآدَاب من ثَعْلَب)
(لَيْت الردى قدمني قبله ... لكنه أروغ من ثَعْلَب)
(يطعن من شَاءَ من النَّاس بالمو ... ت كطعن المح بالثعلب)
وَغير ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة وَيُقَال إِنَّه كَانَ مؤدب صبيان فِي مكتب وَقَالَ قَالَ لي سُهَيْل بن الْمَرْزُبَان يَوْمًا إِن الشُّعَرَاء من شلشل وَمِنْهُم من سلسل وَمِنْهُم من قلقل وَمِنْهُم من بلبل فَقَالَ الثعالبي إِنِّي أَخَاف أَن أكون رَابِع الشُّعَرَاء أَرَادَ قَول الشَّاعِر
(الشُّعَرَاء فاعلمن أَرْبَعَة ... فشاعر يجْرِي وَلَا يجرى مَعَه)
(وشاعر من حَقه أَن ترفعه ... وشاعر من حَقه أَن تسمعه)
وشاعر من حَقه أَن تصفعه وَأَرَادَ بقوله مِنْهُم من شلشل قَول الْأَعْشَى
(وَقد أروح إِلَى الحانات يَتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول)
وَأَرَادَ بقوله مِنْهُم من سلسل قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(سلت وسلت ثمَّ سل سليلها ... فَأتى سليل سليلها مسلولا)
وَأَرَادَ بقوله قلقل قَول المتنبي
(فقلقلت بالهم الَّذِي قلقل الحشا ... قلاقل هم كُلهنَّ قلاقل)
قَالَ الثعالبي ثمَّ إِنِّي قلت بعد حِين
(وَإِذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء البابلي)
قَالَ ياقوت وَمن شعر الثعالبي رَأَيْته بِخَط ابْن الخشاب
(دَعَوْت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا)
)
(فَقَالَ هِيَ المَاء القراح وَإِنَّمَا ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا)
وَمن شعره
(لما بعثت فَلم تنجب مطالعتي ... وأمعنت نَار شوقي فِي تلهبها)