(أعملت فِيك المنى حلا ومرتحلاً ... حَتَّى رددت المنى أنضاء أسفار)
وَمِنْه فِي كأس أَزْرَق مُصَور
(كم من صباح لراح أسلمني ... من فلق سَاطِع إِلَى فلق)
(فعاطنيها بكرا مشعشعة ... كَأَنَّهَا فِي صفائها خلقي)
(فِي أَزْرَق كالهواء يخرقه اللح ... ظ وَإِن كَانَ غير منخرق)
(مَا زلت مِنْهُ منادماً صوراً ... مذ أسكرتها السقاة لم تفق)
(تغرق فِي أبحر المدام قيستن ... قذها شربنا من الْغَرق)
(فَلَو ترى راحتي ورقته ... من صبغها فِي معصفر شَرق)
)
(لخلت أَن الْهَوَاء لاطفني ... بالشمس فِي قِطْعَة من الْأُفق)
وَمِنْه
(ومعصرة أنخت بهَا ... وَقرن الشَّمْس لم يغب)
(فخلت قَرَارهَا بالرا ... ح بعض معادن الذَّهَب)
(وَقد ذرفت لفقد الْكر ... م فِيهَا أعين الْعِنَب)
(وجاش عباب واديها ... بمنهل ومنسكب)
(وَيَاقُوت الْعصير بهَا ... يلاعب لُؤْلُؤ الحبب)
(فيا عجبا لعاصرها ... وَمَا يفنى بِهِ عجبي)
وَمن شعره فِي دير الزَّعْفَرَان
(صفحت لهَذَا الدَّهْر عَن سيئاته ... وعددت يَوْم الدَّيْر من حَسَنَاته)
(وصبحت عمر الزَّعْفَرَان بِصُحْبَة ... أعاشت سرُور الْقلب بعد وَفَاته)
(عمرت مَحل اللَّهْو بعد دثوره ... وألفت شَمل الْأنس بعد شتاته)
(وعاشرت من رهبانه كل ماجن ... تجَاوز لي عَن صَوْمه وَصلَاته)
(وأهيف فاخرت الرياض بحسنه ... فأذعن صغراً وصفهَا لصفائه)
(جلا الأقحوان الغض نوار ثغره ... وَمَال بغضن البان عَن حركاته)
(وأسكرني بالعذب من خمر رِيقه ... وأمتعني بالورد من وجناته)
(وَلما دجا اللَّيْل استعاد سنا الضُّحَى ... براح نأت بِاللَّيْلِ عَن ظلماته)
(نصيبية عمرية كَاد كرمها ... بجوهرها بنهل قبل نَبَاته)