البارع مجد الدّين خطيب النيرب روى عَن)
خطيب مردا وَله شعر وأدب وفضائل وَكَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة درس بالدماغية وعاش خمْسا وَسبعين سنة
وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست ماية
وَكَانَ طَبِيبا ببيمارستان الْجَبَل أنْشد قَول مجير الدّين مُحَمَّد بن تَمِيم فِي تَفْضِيل الْورْد
(من فضل النرجس وَهُوَ الَّذِي ... يرضى بِحكم الْورْد إِذْ يرأس)
(أما ترى الْورْد غَدا جَالِسا ... إِذْ قَامَ فِي خدمته النرجس)
فأحاب مجد الدّين من غير روية
(لَيْسَ جُلُوس الْورْد فِي مجْلِس ... قَامَ بِهِ نرجسه يوكس)
(وَإِنَّمَا الْورْد غَدا باسطاً ... خداً ليمشي فَوْقه النرجس)
قلت وَفِي تَرْجَمَة ابْن الرُّومِي عَليّ بن الْعَبَّاس ذكر شَيْء من هَذَا يَجِيء إِن شَاءَ الله تَعَالَى هُنَاكَ فِي مَكَانَهُ
وَمن شعر ابْن سَحْنُون فِي مشاعلي
(بِأبي غزال جَاءَ يحمل مشعلاً ... يكسو الدجى بملاء ثوب أصفر)
(وَكَأَنَّهُ غُصْن عَلَيْهِ باقة ... من نرجس أَو زهرَة من نوفر)
قلت أخذت هَذَا وزدت عَلَيْهِ فَقلت
(ومشاعلي من سنا وجناته ... لَا ناره يكسو الدجى أنوارا)
(هُوَ غُصْن بَان بَات يجمل نوفراً ... أَو جنَّة قد حملوها نَارا)
وَقلت فِيهِ أَيْضا
(مشاعلي قلت لما بدا ... يروق فِي الْقلب وَفِي الْعين)
(هَذَا من الْولدَان فِي حسنه ... فَهُوَ وَحمل النَّار من أَيْن)
وَمن شعر ابْن سَحْنُون وَقد أهْدى نرجساً
(لما تحجبت عَن طرفِي وأرقني ... بعدِي وَلم تحظ عَيْني مِنْك بِالنّظرِ)
(أرْسلت من نرجس عطر ... كَيْمَا أَرَاك بأحداق من الزهر)