الإصفهاني وَسمع عَلَيْهِ بعض شرح الإشارات للنصير وَقَرَأَ الشفا لِابْنِ سينا سرداً من غير بحث على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْفَهَانِي وَقَرَأَ المقامات الحريرية على محب الدّين أبي عبد الله ابْن الصَّائِغ المغربي وَكتب الْمَنْسُوب وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله يثني عَلَيْهِ ويجاريه ويباريه ويقترح عَلَيْهِ مَا ينظمه وَهُوَ جيد النّظم غواص على الْمعَانِي وكتبت إِلَيْهِ وَقد حضر إِلَى دمشق المحروسة فِي شهر رَمَضَان ملغزاً فِي رَمَضَان
(يَا فَاضلا أَخْبَار أشعاره ... مَشْهُورَة فِي الْعَجم وَالْعرب)
(وسجعه أخرس ورق الْحمى ... إِذا تغنت فِي ذرى القضب)
(وخطه أزرى بزهر الربى ... إِن دبجتها رَاحَة السحب)
(قل لي مَا اسْم قدره مختف ... وَحكمه فِي الشرق والغرب)
(فِيهِ لنا فَاكِهَة قد غَدَتْ ... تروق للنَّفس بِلَا قلب)
(إِن عكس الخمسان من لَفظه ... أمتعنا بِالْأَكْلِ وَالشرب)
)
(وَهُوَ مَعَ الْعَكْس بِلَا آخر ... أضمر فَافْهَم يَا أَخا اللب)
(بَين مرادي يَا إِمَام الورى ... فَلَيْسَ مَا ألغزت بالصعب)
(وَدم قرير الْعين فِي نعْمَة ... مَا ازدانت الأفاق بِالشُّهُبِ)
فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ عَن ذَلِك
(يَا بَحر أهل الْعلم يَا حَبْرهمْ ... وَذَا الندى والمورد العذب)
(يَا كَوْكَب الْفضل الَّذِي نوره ... يظْهر عَن بعد وَعَن قرب)
(يَا سيداً بِالْقربِ من بَابه ... غفرت مَا للدهر من ذَنْب)
(يَا حائزاً كل عُلُوم الورى ... وجائزاً فَوق مدى الشهب)
(يَا باسم الثغر وَيَا جالب ... الرَّاحَة للصاحب الْجنب)
(وَيَا رائق الْمنطق يَا صَادِق ال ... قِيَاس فِي الْإِيجَاب وَالسَّلب)
(وَمن لَهُ النّظم البديع الَّذِي ... يصبي وأرباب النهى تسبي)
(فِي كل بَيت مِنْهُ سامي الْبَنَّا ... يَقُول لي طرفِي هُنَا قف بِي)
(هنئته شهرا شريفاً أَتَى ... الْقُرْآن عَن تفضيله ينبي)
(تقبل الله تَعَالَى بِهِ ... أعمالك المربحة الْكسْب)
وَأهْديت إِلَيْهِ دفتراً من الْوَرق الْأَبْيَض وكتبت مَعَه إِلَيْهِ