للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قداحاً لِأَنَّهُ كَانَ كحالاً يقْدَح الْعين إِذا نزل فِيهَا المَاء وَقيل إِن الْمهْدي لما وصل إِلَى سجلماسة ونمي خَبره إِلَى اليسع ملكهَا وَهُوَ آخر مُلُوك بني مدرار وَقيل لَهُ إِن هَذَا هُوَ الَّذِي يَدْعُو إِلَى بيعَته أَبُو عبد الله الشيعي بإفريقية أَخذه اليسع واعتقله فَلَمَّا سمع أَبُو عبد الله الشيعي باعتقاله حشد جمعا كثيرا من كتامة وَغَيرهمَا وَقصد سجلماسة لاستنقاذه فَلَمَّا سمع اليسع ذَلِك قتل الْمهْدي فِي السجْن وَلما دنت عَسَاكِر أبي عبد الله الشيعي هرب اليسع فَدخل عبد الله الشيعي السجْن فَوجدَ الْمهْدي وَهُوَ مقتول وَعِنْده رجل من أَصْحَابه كَانَ يَخْدمه فخاف أَبُو عبد الله أَن ينْتَقض عَلَيْهِ مَا دبره من الْأَمر إِن عرفت العساكر بقتل الْمهْدي فَأخْرج الرجل وَقَالَ هَذَا هُوَ الْمهْدي وَالْمهْدِي هَذَا هُوَ أول من قَامَ بِهَذَا الْأَمر من بَينهم وَادّعى الْخلَافَة بالمغرب وَكَانَ أَبُو عبد الله الشيعي داعيته وَلما استتب الْأَمر للمهدي قتل أَبَا عبد الله الشيعي وَقتل أَخَاهُ وَبنى المهدية بإفريقية وَفرغ من بنائها فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاث ماية وَبنى سور تونس وَأحكم عمارتها وجدد فِيهَا مَوَاضِع فنسبت إِلَيْهِ وَملك بعده وَلَده الْقَائِم ثمَّ الْمَنْصُور ولد الْقَائِم ثمَّ الْمعز بن الْمَنْصُور باني الْقَاهِرَة واستمرت دولتهم بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن انقرضت على يَد صَلَاح الدّين كَمَا ذكر فِي تَرْجَمَة العاضد وَكَانَت ولادَة الْمهْدي سنة تسع وَخمسين وَقيل سنة سِتِّينَ ومايتين وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ ومايتين بِمَدِينَة سلمية وَقيل بِالْكُوفَةِ ودعي لَهُ بالخلافة فِي مَنَابِر رقادة والقيروان يَوْم الْجُمُعَة لتسْع بَقينَ من شهر ربيه الآخر سنة سبع وَتِسْعين ومايتين وَظهر بسجلماسة يَوْم الْأَحَد لسبع خلون من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين ومايتين وَتُوفِّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء منتصف شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث ماية بالمهدية وَفِيه قَالَ بعض شعرائهم)

(حل برقادة الْمَسِيح ... حل بهَا آدم ونوح)

(حل بهَا الله فِي علاهُ ... وَمَا سوى الله فَهُوَ ريح)

لِأَن العبيديين يَزْعمُونَ أَن الله تَعَالَى حل فِي جَسَد آدم ونوح والأنبياء ثمَّ حل فِي جَسَد الْأَئِمَّة مِنْهُم بعد عَليّ بن أبي طَالب وَهَذَا كفر صَرِيح تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا

وَقد قَالَ الْحَاكِم لداعيته من فِي جريدتك قَالَ سِتَّة عشر ألفا يَعْتَقِدُونَ أَنَّك الْإِلَه وَفِي الْمعز يَقُول ابْن هَانِئ الأندلسي

(مَا شِئْت لَا مَا شَاءَت الأقدار ... فاحكم فَأَنت الْوَاحِد القهار)

<<  <  ج: ص:  >  >>