(فرحمة الله عَنهُ غير نازحة ... ونعمة الله مَا فِيهَا بِهِ قصر)
(ترى الغمائم بيضًا تَحْتَهُ بكرا ... مثل الْكَوَاكِب فَوق الأَرْض تنتثر)
وَمِنْه
(كلما أذْنب أبدى وَجهه ... حجَّة فَهُوَ مَلِيء بالحجج)
(كَيفَ لَا يفرط فِي إجرامه ... من مَتى شَاءَ من الذَّنب خرج)
)
قلت هَذَا الْمَعْنى أحسن من قَول الْقَائِل
(وَإِذا الْمليح أَتَى بذنب وَاحِد ... جَاءَت محاسنه بِأَلف شَفِيع)
وَمن شعر الْوراق
(بدر لَهُ إشراق شمس على ... غُصْن سبا قلبِي بنوعين)
(يكَاد من لين وَمن دقة ... فِي حَضَره ينْقد نِصْفَيْنِ)
(إدباره ينسيك إقباله ... كَأَنَّهُ يمشي بِوَجْهَيْنِ)
وَمِنْه ووزنه خَارج عَن أبحر الْعرُوض
(أورد قلبِي الردى ... لَام عذار بدا)
(أسود كالغي فِي ... أَبيض مثل الْهدى)
قلت وهما بِبَيْت وَاحِد من الْبَسِيط فِي أصل الدائرة
(تعبي راحتي وأنسي انفرادي ... وشفاي الضنى ونومي سهادي)
(لست أَشْكُو بعاد من صد عني ... أَي بعد وَقد ثوى فِي فُؤَادِي)
(هُوَ يختال بَين عَيْني وقلبي ... وَهُوَ ذَاك الَّذِي يرى فِي سوَادِي)
وَمن شعره فِي الهجاء وَقد بَالغ
(لَو أَن أكفانهم من حر أوجههم ... قَامُوا إِلَى الْحَشْر فِيهَا مِثْلَمَا رقدوا)
(خزر الْعُيُون إِذا مَا عوتبوا وَإِذا ... مَا عاتبوا أنفذوا باللحظ مَا قصدُوا)
قَالَ ابْن رَشِيق كنت أرى أَن قَول الشَّاعِر
(لَا يعْمل الْمبرد فِي وَجهه ... لكنه يعْمل فِي الْمبرد)
وَقَوْلِي لبَعض أهل الوقاحة وَكَانَ لقبه الكرش لجدري كَانَ بِهِ
(حَدِيد وَجه صاحبنا ... وهم يَدعُونَهُ كرشا)
(وَلَوْلَا آلَة مَعَه ... هِيَ الجدري مَا نقشا)