٣٩ - أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف ابْن قصي الْقرشِي الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو عبد الله وَأَبُو عَمْرو ذُو النورين أحد السَّابِقين الْأَوَّلين صَاحب الهجرتين وَزوج الابنتين هَاجر برقية إِلَى الْحَبَشَة وَخَلفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة بدر ليمرضها فَتُوُفِّيَتْ بعد بدر بِليَال وضربه لَهُ بِسَهْم من بدر وَأُجْرَة وزوجه بالبنت الْأُخْرَى أم كُلْثُوم كَانَ لَا بالطويل وَلَا بالقصير حسن الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أسمر اللَّوْن عَظِيم الكراديس بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ تخضب بالصفرة وَشد أَسْنَانه بِالذَّهَب قَالَ قَتَادَة ولي عُثْمَان ثِنْتَيْ عشرَة سنة غير اثْنَي عشر يَوْمًا وَكَذَا قَالَ خَليفَة وَغَيره وَقَالَ أَبُو معشر السندي قتل لثماني عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة يَوْم الْجُمُعَة وَزَاد غَيره بعد الْعَصْر وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَهُوَ الصَّحِيح قيل دفن بثيابه فِي دمائه وَلم يغسل وَقيل صلى عَلَيْهِ مَرْوَان ونائلة وَأم الْبَنِينَ زوجتاه هما اللَّتَان دلتاه فِي حفرته على الرِّجَال الَّذين نزلُوا فِي قَبره ولحدوا لَهُ وغيبوا قَبره وَتَفَرَّقُوا وَكَانَت نائلة مليحة الثغر فَكسرت ثناياها بِحجر وَقَالَت وَالله لَا يجتليكن أحد بعد عُثْمَان وخطبها مُعَاوِيَة بِالشَّام فَأَبت وَقيل إِن تخلفه عَن بدر لِأَنَّهُ كَانَ مَرِيضا بالجدري واما تخلفه عَن بيعَة الرضْوَان الْحُدَيْبِيَة فَلِأَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ وَجهه إِلَى مَكَّة فِي أَمر لَا يقوم بِهِ غَيره من صلح قُرَيْش على أَن يتْركُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعُمْرَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْخَبَر الْكَاذِب بقتل عُثْمَان جمع أَصْحَابه ودعاهم إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ على قتال أهل مَكَّة وَبَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عُثْمَان يَوْمئِذٍ بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى ثمَّ أَتَى الْخَبَر بِأَنَّهُ لم يقتل قَالَ ابْن عمر يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعُثْمَان خير من يَد عُثْمَان لنَفسِهِ وَعُثْمَان مَعْدُود فِي بدر وَالْحُدَيْبِيَة لذَلِك ولمّا زوّجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنَته أم كُلْثُوم قَالَ لَو كَانَ عِنْدِي غَيرهَا لزوجتكها وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلت رَبِّي عز وَجل أَلا يدْخل النَّار أحدا صاهر إِلَيّ أَو صاهرت إِلَيْهِ وَارْتجَّ أحد وَعَلِيهِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْبتْ فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان وَعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة الَّذين جعل