(وجدنَا آل سامة فِي لؤَي ... كَمثل الْعم بَين بني تَمِيم)
كَانَ عكاشة من فحول الشُّعَرَاء وَكَانَ يهوى جَارِيَة لبَعض الهاشميين تدعى نعيما وَكَانَ لَا يَرَاهَا إِلَّا فِي الأحيان وَرُبمَا اجْتمع بهَا مَعَ صديقه حميد بن سعيد أَو بِسَعِيد أَبِيه وَهُوَ الصَّحِيح فيشربون وتغنيهم وتنصرف إِلَى أَن قدم قادم من بَغْدَاد فَاشْترى نعيما ورحل بهَا عَن الْبَصْرَة إِلَى بَغْدَاد فَعظم أَسف عكاشة وجزعه واستهيم بهَا طول عمره واستحالت صورته وطبعه وَكَانَ ينوح عَلَيْهَا بأشعاره ويبكي وَمن شعره // (من الطَّوِيل) //
(أَلا لَيْت شعري هَل يعودن مَا مضى ... وَهل رَاجع مَا فَاتَ من صلَة الْحَبل)
(وَهل أجلسن فِي مثل مَجْلِسنَا الَّذِي ... نعمنا بِهِ يَوْم السَّعَادَة بالوصل)
(عَشِيَّة صبَّتْ لَذَّة الْوَصْل طيبها ... علينا وأفنان الْحَيَاة جنى النَّحْل)
(وَقد دَار ساقينا بكأس روية ... ترحل أحزان الكئيب مَعَ الغفل)
(وشجت شُمُول بالمزاج فطيرت ... كألسنة الْحَيَّات خَافت من الْقَتْل)
(فبتنا وَعين الكأس سح دموعها ... بِكُل فَتى يَهْتَز للمجد كالنصل)
(وقينتنا كالظبي تحتج بالهوى ... وَبث تباريح الْفُؤَاد على رسل)
(إِذا مَا حلت بِالْعودِ رَجَعَ لسانها ... رَأَيْت لِسَان الْعود من كفها يملي)
(فَلم أر كاللذات أمْطرت الْهوى ... وَلَا مثل يومي ذَاك صادفه مثلي)
وَمن شعره // (من الطَّوِيل) //
(وَجَاءُوا إِلَيْهِ بالتمائم والرقى ... وَصبُّوا عَلَيْهِ المَاء من شدَّة الْمس)
(وَقَالُوا بِهِ من أعين الْجِنّ نظرة ... وَلَو صدقُوا قَالُوا بِهِ نظرة الْإِنْس)
وَمِنْه وَهِي طَوِيلَة مِنْهَا // (من الْكَامِل) //
(هَذَا وَكم من مجْلِس لي مونق ... بَين النَّعيم وَبَين عَيْش دَان)
(نازعته أردانه فلبسها ... مَعَ طيبَة من عيشنا الفينان)
(تنسى الْحَلِيم من الرِّجَال معاده ... بَين الْغناء وعودها الحنان)