للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْن عبد الْبر لم أر أحدا ذكرهَا فِي الصَّحَابَة وأظنها لم تدْرك الْإِسْلَام عزة امْرَأَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم حَدِيثهَا عَن عَطاء بن مَسْعُود الكعبي عَن أَبِيه أَن عمته عزة أخْبرته أَنَّهَا قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبايعها على أَلا يَزْنِين وَلَا يَسْرِقن وَلَا يؤذين فيبدين أَو يخفين قَالَت عزة أما الْإِيذَاء فقد كنت عَرفته وعلمته وَهُوَ قتل الْوَلَد فَلم أسأَل عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما المخفى فَلم يُخْبِرنِي بِهِ وَقد وَقع من نَفسِي أَنه إِفْسَاد الْوَلَد فوَاللَّه لَا أفسد ولدا لي أبدا فَلم تفْسد ولدا لَهَا حَتَّى مَاتَت عزة الميلاء كَانَت من موالى الْأَنْصَار سكنت الْمَدِينَة وَهِي أقدم من غنى الْغناء الْموقع من النِّسَاء بالحجاز وَمَاتَتْ قبل جميلَة وَقد أَخذ عَنْهَا معبد وَمَالك وَابْن مُحرز وَغَيرهم من أهل مَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَت من أجمل النِّسَاء وَجها وأحسنهن جسما وَكَانَت تتمايل فِي مشيتهَا فسميت الميلاء وَقيل بل كَانَت تلبس الملاء وتتشبه بِالرِّجَالِ وَكَانَت مغراة بِشرب النَّبِيذ وَكَانَت تَقول خُذْهُ ملاء أردده فَارغًا وَقَالَ معبد كَانَت عزة من أحسن النَّاس ضربا بِالْعودِ وَكَانَت مطبوعة على الْغناء لَا يعييها أَدَاؤُهُ وَلَا تأليفه وَكَانَت تغني أغاني القيان من القدماء مثل سِيرِين وذنب وَخَوْلَة والرباب وسلمى ورائقة أستاذتها وَلما قدم نشيط وسائب خاثر الْمَدِينَة غَنِيا أغاني بِالْفَارِسِيَّةِ فلقنت عزة عَنْهُمَا نغمهما وألفت عَلَيْهِ ألحانا عَجِيبَة فَهِيَ أول من فتن أهل الْمَدِينَة بِالْغنَاءِ وحرض نِسَاءَهُمْ ورجالهم عَلَيْهِ

١١٢ - عزة بنت حميد عزة بنت وَقاص بن حَفْص بن إِيَاس الغفارية صَاحِبَة كثير الشَّاعِر دخلت على عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ لَا يعرفهَا فَرفعت ظلامتها إِلَيْهِ فأعجبه كَلَامهَا فَقَالَ لَهُ بعض جُلَسَائِهِ هَذِه عزة كثير فَقَالَ لَهَا إِن أَحْبَبْت أَن أرد إِلَيْك ظلامتك فأنشديني مَا قَالَه كثير فِيك فاستحيت وَقَالَت سمعتهم يحكون أَنه قَالَ // (من الطَّوِيل) //

(قضى كل ذِي دين فوفى غَرِيمه ... وَعزة ممطول معنى غريمها)

فَقَالَ عبد الْملك لَيْسَ عَن هَذَا سَأَلتك وَلَكِن أنشديني قَوْله // (من الطَّوِيل) //

<<  <  ج: ص:  >  >>