للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فِي صُورَة أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي ثمَّ انْتقل مِنْهُ إِلَيْهِ فَقبل قوم قَوْله ودعواه وعبدوه وقاتلوا من دونه مَعَ مَا عاينوا من عَظِيم ادعائه وقبح صورته لِأَنَّهُ كَانَ مُشَوه الْخلق أَعور ألكن قَصِيرا وَكَانَ لَا يسفر عَن وَجهه بل اتخذ وَجها من ذهب وتقنع بِهِ وَكَانَ من جملَة مَا أظهر لَهُم صُورَة قمر يطلع وَيَرَاهُ النَّاس من مَسَافَة شَهْرَيْن ثمَّ يغيب عَنْهُم فَعظم اعْتِقَادهم فِيهِ وَلم اشْتهر أمره ثار عَلَيْهِ النَّاس وقصدوه فِي قلعته الَّتِي اعْتصمَ بهَا وحصروه فَلَمَّا أَيقَن بِالْهَلَاكِ جمع نِسَاءَهُ وسقاهن سما فمتن ثمَّ تنَاول بَاقِيه فَمَاتَ وَدخل الْمُسلمُونَ قلعته وَقتلُوا من فِيهَا من أشياعه وَأَتْبَاعه وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقطع رَأسه وَبعث بِهِ إِلَى الْمهْدي وَكَانَ بِمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ الَّذِي ندب لقتاله سعيد الْخَرشِيّ وَأول ظُهُور عَطاء فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة واليه أَشَارَ المعري فِي قَوْله // (من الطَّوِيل) //

(أفق إِنَّمَا الْبَدْر الْمقنع رَأسه ... ضلال وغي مثل بدر الْمقنع)

وَابْن سناء الْملك فِي قَوْله أَيْضا // (من الطَّوِيل) //

(إِلَيْك فَمَا بدر الْمقنع طالعا ... بأسحر من ألحاظ بَدْرِي المعمم)

١٣٣ - ابْن حفاظ السّلمِيّ عَطاء الْخَادِم كَانَ شهما شجاعا فوض إِلَيْهِ مجير الدّين أبق أَمر دولته فَمد يَده فِي الظُّلم وَأطلق لِسَانه بالهجر وأفرط فِي الاحتجاب وَقصر فِي قَضَاء الأشغال فتقد مجير الدّين أبق باعتقاله وتقييده والاستيلاء على مَا فِي دَاره ومطالبته بِتَسْلِيم بعلبك وَمَا فِيهَا من مَال وغلال ثمَّ ضربت عُنُقه وَنهب الْعَوام بيوته وبيوت أَصْحَابه وَعَطَاء هَذَا هُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ مَسْجِد عَطاء خَارج الْبَاب الشَّرْقِي بِدِمَشْق وجورة عَطاء هِيَ أَرض فِيهَا أخشاب كبار من الْجور ترى أوتادا لجامع دمشق وَهِي وقف عَلَيْهِ وَقد مدحه الشُّعَرَاء عرقلة وَغَيره وَقيل إِن نور الدّين الشَّهِيد رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ قد كَاتب مجير الدّين لما أنْفق مَعَه وهاداه وَكَانَ يَقُول لَهُ الْأَمِير الْفُلَانِيّ قد خامر معي عَلَيْك فاحذره فَتَارَة يَأْخُذ أقطاع أحدهم وَتارَة يقبض عَلَيْهِ فَلَمَّا خلت من الْأُمَرَاء كَاتبه من حق عَطاء الْمَذْكُور فَجرى لَهُ مَا جرى فَقَالَ عَطاء لمجير الدّين عِنْد قَتله إِن الْحِيلَة قد تمت عَلَيْك وراحت دمشق عَن يدك فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَكَانَ ابْن مُنِير قَالَ قصيدة يمدح فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>