(فَقلت بحيس خير مِنْهُ علما ... وَإِن الْكَلْب خير من بحيس)
قلت أحسن مِنْهُ قَول الآخر من الْخَفِيف
(خير من فيهم الْخَطِيب وجعس ال ... كلب خير من ذَلِك الْمَذْكُور)
وَقَالَ وَقد طلب مِنْهُ ملك النُّحَاة حلاوةً بعد كَلَام جرى بَينهمَا فِي مجْلِس تَاج الدّين ابْن الشهرزوري من السَّرِيع
(عِنْدِي للشَّيْخ مليك النحاه ... رمح شناج سكنت فِي خصاه)
(لَا عسل عِنْدِي وَلَا سكر ... فليعذر الشَّيْخ وَيَأْكُل خراه)
وَقَالَ وَقد عتب عَلَيْهِ جمال الدّين الاصبهاني الْوَزير فِي ترك ك التَّرَدُّد إِلَيْهِ فَجَاءَهُ بعد ذَلِك فَمَنعه البواب من غير أَن يعرفهُ من الْكَامِل
(إِنَّنِي أَتَيْتُك زَائِرًا وَمُسلمًا ... كَيْمَا أقوم بِبَعْض حق الْوَاجِب)
(فَإِذا ببابك حَاجِب متبرطم ... فعمود دَارك فِي حرَام الْحَاجِب)
(وَلَئِن رَأَيْتُك رَاضِيا بفعاله ... فَجَمِيع ذَلِك فِي جر آم الصاحب)
رشيد الدّين ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب عَليّ بن خَليفَة بن يُونُس ابْن أبي الْقَاسِم الْعَلامَة رشيد الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وبرع فِي الطِّبّ وَالْحكمَة وَكَانَ رَأْسا فِي الموسيقى وَلعب الْعود وَكَانَ طيب الصَّوْت وَقَرَأَ الْأَدَب على الْكِنْدِيّ واشتغل بالطب وَله خمس وَعِشْرُونَ)
سنة وحظي عِنْد أَوْلَاد الْعَادِل وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَهُوَ شَاب لَهُ سبع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ يتَكَلَّم بالتركي والعجمي وينظم بالعجمي ويشعر ويترسل وَلبس خرقَة التصوف من شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين ابْن حمويه بِدِمَشْق وَله كتاب الموجز الْمُفِيد فِي الْحساب أَربع مقالات وَضعه للْملك الأمجد كتاب المساحة كتاب فِي الطِّبّ كتاب طب السُّوق أَلفه لبَعض تلاميذه مقَالَة فِي نِسْبَة النبض وموازنته للحركات الموسيقارية مقَالَة فِي السَّبَب الَّذِي خلقت لَهُ الْجبَال كتاب الأسططسات تعاليق وتجارب فِي الطِّبّ وَطول ابْن أبي أصيبعة تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء وَمن شعره من المجتث
(يَا صَاح قد ضَاعَ نسكي ... مذ صرت فِي بعلبك)
(وَكَيف يسلم ديني ... بعد افتتاني وهتكي)