(والصائمون جَمِيعًا يَهْتَدُونَ بِهِ ... لِأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار)
وَلما أَصْبَحْنَا سمع من كَانَ غَائِبا من أَصْحَابنَا مَا جرى بَيْننَا فَصنعَ الرشيد أَبُو عبد الله بن منانو رَحمَه الله تَعَالَى من السَّرِيع
(أحبب بفانوس غَدا صاعداً ... وضوءه دَان من الْعين)
(يقْضِي بفطر وبصوم مَعًا ... فقد حوى وصف الهلالين)
وصنع الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد القلعي من الْبَسِيط
(وكوكب من ضرام الزند مطلعه ... تسري النُّجُوم وَلَا يسري إِذا رقبا)
(يراقب الصُّبْح خوفًا أَن يفاجئه ... فَإِن بدا طالعاً فِي أفقه غربا)
(كَأَنَّهُ عاشق وافى على شرف ... يرْعَى الحبيب فَإِن لَاحَ الرَّقِيب خبا)
ثمَّ إِنِّي صنعت بعد ذَلِك من الطَّوِيل
(أَلَسْت ترى شخص الْمنَار وَعوده ... عَلَيْهِ لفانوس السّحُور لهيب)
(كحامل منظوم الأنابيب أسمر ... عَلَيْهِ سِنَان بالدماء خضيب)
(ترى بَين زهر الزهر مِنْهُ شَقِيقَة ... لَهَا الْعود غُصْن والمنار كثيب)
(ويبدو كخد أَحْمَر والدجى لمى ... بدا فِيهِ ثغر للنجوم شنيب)
(كَأَن لزنجي الدجى من لهيبه ... من خفقه قلب دهاه وجيب)
(ترَاهُ يُرَاعِي الشهب لَيْلًا فَإِن دنا ... طُلُوع صباح كَانَ مِنْهُ غرُوب)
(فَهَل كَانَ يرعاها لعشق ففر إِذْ ... رأى أَن رومي الصَّباح رَقِيب)
وَقلت فِي اخْتِصَار الْمَعْنى الأول من هَذِه الْقطعَة من الرجز المجزوء
(أنظر إِلَى الْمنَار وَال ... فانوس فِيهِ يرفع)
(كحامل رمحاً سنا ... نه خضيباً يلمع)
وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل
(أَلَسْت ترى حسن الْمنَار ونوره ... يرفع من جنح الدجنة أستارا)
)
(ترَاهُ إِذا مَا اللَّيْل جن مراقباً ... لَهُ مضرماً فِي رَأس فانوسه نَارا)