للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرُّومِي يجلس فِي دكان أبي وَهُوَ عطار ويلبس الدراعة وثيابه وسخة وَأَنا لَا أعرفهُ وَانْقطع مُدَّة فَسَأَلت أبي عَنهُ مَا فعل ذَلِك الشَّيْخ فَقَالَ وَيلك ذَاك ابْن الرُّومِي وَقد مَاتَ فندمت إِذْ لم أكن أخذت عَنهُ شَيْئا

وأشعار الناشيء لَا تحصى كثرفة فِي مدح أهل الْبَيْت حَتَّى عرف بهم وَقصد كافوراً الإخشيدي ومدحه ومدح الْوَزير ابْن حنزابة ونادمه ومدح سيف الدولة وَابْن العميد وعضد الدولة وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يمِيل إِلَى الْأَحْدَاث وَلَا يشرب النَّبِيذ وَله فِي المجون طبقَة عالية وَعنهُ أَخذ مجان بَاب الطاق كلهم هَذِه الطَّرِيقَة

قَالَ الخالع كَانَت للناشيء جَارِيَة سَوْدَاء تخدمه فَدخل يَوْمًا إِلَى دَار أُخْته وَأَنا مَعَه فَرَأى صَبيا صَغِيرا أسود فَقَالَ لَهَا من هَذَا فَسَكَتَتْ فألح عَلَيْهَا فَقَالَت ابْن بِشَارَة فَقَالَ مِمَّن فَقَالَت من أجل ذَلِك أَمْسَكت فاستدعى الْجَارِيَة فَقَالَ لَهَا هَذَا الصَّبِي من أَبوهُ فَقَالَت مَا لَهُ أَب فالتقت إِلَيّ وَقَالَ سلم لي على الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام إِذا

وَكَانَ شَيخا طَويلا جسيماً عَظِيم الْخلقَة عريض الألواح موفر الْقُوَّة جَهورِي الصَّوْت عمر نيفاً وَتِسْعين سنة وَلم تضطرب أَسْنَانه وناظر يَوْمًا عَليّ بن عِيسَى الرماني فِي مَسْأَلَة فَانْقَطع الرماني فَقَالَ أعاود النّظر وَرُبمَا كَانَ فِي أَصْحَابِي من هُوَ أعلم مني بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة فَإِن ثَبت الْحق مَعَك وافقتك عَلَيْهِ فَأخذ يندد بِهِ فَدخل عَلَيْهِمَا عَليّ بن كَعْب الْأنْصَارِيّ المعتزلي فَقَالَ فِي أَي شَيْء أَنْتُمَا يَا أَبَا الْحُسَيْن فَقَالَ فِي ثيابنا فَقَالَ دَعْنَا من مجونك وَأعد الْمَسْأَلَة فَلَعَلَّنَا أَن نقدح فِيهَا فَقَالَ كَيفَ تقدح وحراقك رطب وناظر أشعرياً فصفعه فَقَالَ مَا هَذَا يَا أَبَا الْحُسَيْن فَقَالَ هَذَا فعله الله بك فَلم تغْضب مني فَقَالَ مَا فعله غَيْرك وَهَذَا سوء أدب وخارج عَن المناظرة فَقَالَ ناقضت إِن أَقمت على مذهبك فَهُوَ من فعل الله وَإِن انْتَقَلت فَخذ الْعِوَض فَانْقَطع الْمجْلس بالضحك وَصَارَت نادرة

قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لَو كَانَ الْأَشْعَرِيّ ماهراً لقام إِلَيْهِ وصفعه أَشد من تِلْكَ ثمَّ يَقُول لَهُ صدقت تِلْكَ من فعل الله بِي وَهَذِه من فعل الله بك فَتَصِير النادرة عَلَيْهِ لَا لَهُ وَقَالَ كنت بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَأَنا أملي شعري فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بهَا وَالنَّاس يكتبونه عني وَكَانَ المتنبي إِذْ ذَاك يحضر وَهُوَ بعد لم يعرف وَلم يلقب بالمتنبي فأمليت)

القصيدة الَّتِي أَولهَا من الوافر

(بآل مُحَمَّد عرف الصَّوَاب ... وَفِي أبياتهم نزل الْكتاب)

<<  <  ج: ص:  >  >>