هتيم وهم الْعَرَب الَّذين سكنوا الْبَريَّة الْفُقَرَاء لأَنهم يَأْكُلُون الْميتَة لمجاعتهم وميتة قلب هتيم)
قَالَ وَكتب إِلَيّ بعض الْعَوام لغزاً وَهُوَ من السَّرِيع
(يَا حاسباً قد فك إقليدساً ... لم يخط فِي شكل من اشكاله)
(اسْمَع مقَالا حَار ذُو اللب فِي ... إِيضَاح مَعْنَاهُ وإشكاله)
(فَأَي شَيْء عشره نصفه ... وَنصفه تِسْعَة أَمْثَاله)
(وَلَيْسَ يخفى ذَاك عَن حاسب ... يشْهد لله بأفعاله)
فأجبته على اللُّزُوم
(يَا ملغزاً حسبان أَمْوَاله ... فِي عزه دَامَ وإجلاله)
(سَأَلتنِي عَن اسْم شخص غَدَتْ ... ربوعه قفراً كأطلاله)
(كَانَت لَهُ فِيهَا تجاراته ... وَهُوَ غَنِي بعد إقلاله)
(واسْمه مندو لَهُ أطلس ... قد وَقع الشَّيْء بحلاله)
(وَهَكَذَا الْقُرْآن شانيه قد ... عاجله الله بإذلاله)
كَانَ عندنَا بالموصل من تجار الدنابلة من اسْمه مندو وَمن جملَة بضائعه أطلس وجمل كل وَاحِد من مندو وأطلس مائَة م أَرْبَعُونَ ن خَمْسُونَ د أَرْبَعَة وَسِتَّة وَا اُحْدُ ط تِسْعَة ل ثَلَاثُونَ س سِتُّونَ فميم وَنون تسعون وهما نصفه ودال وواو عشرَة وهما نصفه وَألف وطاء عشرَة وهما نصفه وَلَام وسين تسعون وهما نصفه وكل وَاحِد من النصفين عشر والنصفان الْآخرَانِ تِسْعَة أمثالهما
قَالَ وأنشدني أيدمر مَمْلُوك محيي الدّين الْجَزرِي رحمهمَا الله فِي لانس فِي قيسارية جهاركس فِي الْخَال من السَّرِيع
(مَا اسْم إِذا أَعْطيته كتبه ... مُصحفا إِن كَانَ ملك الْيَمين)
(يبين إِن صحف مَعَ حذف لَا ... وَهُوَ إِذا أثبتها لَا يبين)
فحللته وَأنْكرت عَلَيْهِ لَفظه اسْم لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب لَا يَسْتَعْمِلهُ القدماء إِلَّا فِي الْأَعْلَام وَكتب ابْن البطريق بِحَضْرَة شرف الدّين ابْن عنين لِابْنِ عَدْلَانِ الْمَذْكُور بَيْتَيْنِ مترجمين وهما من الْخَفِيف المجزوء
(ابْن عَدْلَانِ نَحوه ... فائق والتراجم)