وَمِنْه من الوافر
(ومقلة شادن أودت بنفسى ... كَأَن السقم لي وَلها لِبَاس)
(يسل اللحظ مِنْهَا مشرفياً ... لقتلي ثمَّ يغمده النعاس)
وَمِنْه وَلم أره لغيره من الْبَسِيط
(كم زورة لي بالزوراء خضت بهَا ... عباب بَحر من اللَّيْل الدجوجي)
(وَكم طرقت قباب الْحَيّ مرتدياً ... بصارم مثل عزمي هندواني)
(وَاللَّيْل يسترني غربيب سدفته ... كأنني خفر فِي خد زنجي)
وَأَعْجَبهُ هَذَا الْمَعْنى فكرره فَقَالَ من الْكَامِل
(زارت على شحط المزار متيماً ... بالرقمتين ودارها تيماء)
(فِي لَيْلَة ذوائبها بهَا ... فتضاعفت بعقاصها الظلماء)
(والطيف يخفى فِي الظلام كَمَا اختفى ... فِي وجنة الزنْجِي مِنْهُ حَيَاء)
وَقَالَ فِي حمام من مجزوء الرمل
(رب حمام تلظى ... كتلظي كل وامق)
(ثمَّ أذرى عبرات ... صوبها بالوجد نَاطِق)
(فغدا مني وَمِنْه ... عاشق فِي جَوف عاشق)
وَقَالَ من الْكَامِل)
(ومسددين إِلَى الطعان ذوابلاً ... فازوا بهَا يَوْم الْهياج قداحا)
(متسربلي قمص الْحَدِيد كَأَنَّهَا ... غُدْرَان مَاء قد ملأن بطاحا)
(شبوا ذبال الزرق فِي ليل الوغى ... فأنار كل مذرب مصباحا)
(سرج ترى الْأَرْوَاح تطفي غَيرهَا ... عَبَثا وهذي تطفىء الأرواحا)
(لَا فرق بَين النيرات وَبَينهَا ... إِلَّا بِتَسْمِيَة الوشيج رماحا)
(هبها فِي الظلام كواكباً ... لم لَا تغور مَعَ النُّجُوم صباحا)
(هزت متون صعادها فَاسْتَيْقَظت ... بَأْسا وضرجت الجسوم جراحا)
(وجنى الكماة النَّصْر من أطرافها ... لما انْثَنَتْ بأكفها أدواحا)
(لَا غرو أَن راحت نشاوى واغتدت ... فَلَقَد شربن دم الفوارس رَاحا)
قلت هَكَذَا يكون الشّعْر فَإِنَّهُ شُعُور بغوامض الْمعَانِي