(إِذا سر لم يبطر وَلَيْسَ لنكبة ... إِذا نزلت بالخاشع المتضائل)
وَلما حبس كَانَ يلبس ثَوْبه وَيتَوَضَّأ للصَّلَاة وَيقوم ليخرج لصَلَاة الْجُمُعَة فَيردهُ المتوكلون فيرفع يَده إِلَى السَّمَاء وَيَقُول اللَّهُمَّ اشْهَدْ لي أنني أُرِيد طَاعَتك ويمنعني هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ على المقتدر أَن يقف الْعقار بِبَغْدَاد على الْحَرَمَيْنِ والثغور وغلتها ثَلَاثَة عشر ألف دِينَار فِي كل شهر والضياع الموروثة بِالسَّوَادِ وغلتها نَيف وَثَمَانُونَ ألف دِينَار فَفعل ذَلِك وَأشْهد على نَفسه الشُّهُود وأفرد لهَذِهِ الْوُقُوف ديواناً وَسَماهُ الْبر وخدم السُّلْطَان سبعين سنة لم يزل فِيهَا نعْمَة عَن أحد وأحصي لَهُ أَيَّام وزارته نَيف ثَلَاثُونَ ألف توقيع من الْكَلَام السديد وَلم يقتل أحدا وَلَا سعى فِي دَمه وَكَانَ على خَاتمه من المجتث
(لله صنع خَفِي ... فِي كل أَمر يخَاف)
وعزى وَلَدي القَاضِي أبي الْحسن عمر بن أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَاف قَالَ مُصِيبَة قد وَجب أجرهَا خير من نعْمَة لَا يُؤدى شكرها وَكَانَ يجْرِي على خَمْسَة وَأَرْبَعين إِنْسَان جرايات تكفيهم
الْأَمِير الْكَبِير عَليّ بن عِيسَى بن ماهان الْأَمِير كام من كبار قواد الدولة هُوَ الَّذِي أَشَارَ على الْأمين بخلع الْمَأْمُون وَقتل طَاهِر بن الْحُسَيْن بِظَاهِر الرّيّ فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ