الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الْمُحدث بهاء الدّين ابْن الْحَافِظ الْكَبِير أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ مُجْتَهدا فَاضلا ذكياً أدْركهُ أَجله فِي بَغْدَاد بعد عوده من خُرَاسَان
الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن قراسنقر الْأَمِير عَلَاء الدّين بن الْأَمِير الدّين لم يزل مُقيما بالديار المصرية على إمرته إِلَى أَن جَاءَ الْخَبَر بوفاة وَالِده فِي الْبِلَاد الشرقية فَأخْرجهُ السُّلْطَان حِينَئِذٍ إِلَى دمشق
فجَاء إِلَيْهَا وَأقَام بهَا أَمِيرا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُحِبهُ ويقربه ويؤثره وَلما توجه الْأَمِير سيف الدّين تمر الساقي إِلَى مصر فِي نوبَة الفخري أَو لما أَنه مَاتَ أَخذ الْأَمِير عَلَاء الدّين تقدمته فَكَانَ مقدم ألف إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله عَشِيَّة الْأَحَد ثامن عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ هشاً بشاً فِيهِ ود يحضر الْعُقُود والمحافل للمتعممين وَغَيرهم ويجمل النَّاس وَهُوَ وَالِد الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق
الصَّالح بن قلاوون عَليّ بن قلاوون الْملك الصَّالح ابْن الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون الصَّالِحِي وأخو الْملك الْأَشْرَف وأخو الْملك النَّاصِر تقدم ذكر أَخَوَيْهِ وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف عهد إِلَيْهِ وَالِده وخطب لَهُ ذَلِك فَأَدْرَكته الْمنية وَهُوَ شَاب وَكَانَ عَاقِلا مليح الْكِتَابَة توفّي فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة بعد أَخِيه غَازِيَة خاتون زوج الْملك السعيد ابْن)
الْملك الظَّاهِر بِشَهْر ودفنا عِنْد أمهما فِي تربة بَين مصر والقاهرة فِي حَيَاة أَبِيه وَخلف ابْنه مُوسَى وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم وَولي الْعَهْد بعده أَخُوهُ الْملك الْأَشْرَف وَكَانَ الصَّالح ذَا همة عالية وَنَفس كَبِيرَة يُخَالف أَبَاهُ وينكر عَلَيْهِ أُمُوره
وَكتب القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر فِي مَوته عدَّة كتب رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ ونقلتها مِنْهَا بِعِلْمِهِ أَن قَضَاء الله لَا يردهُ ذُو سُلْطَان بحوله وَلَا حيله وَلَا بمماليكه وَلَا بخوله وَلَا بكنوزه وَلَا بأمواله وَلَا بجيوشه وَلَا بِرِجَالِهِ وَكَانَ من قَضَاء الله أَن ولدنَا الْملك الصَّالح اخْتَار